تشاووش أوغلو: “إدلبُ” تحوّلت إلى “غزّة” جديدةٍ وملفُ اللاجئينَ السوريينَ أصبحَ وصمةَ عارٍ في جبينِ الاتحادِ الأوروبيِّ

قال وزير الخارجية التركي “مولود تشاووش أوغلو” إنّ محافظة إدلب السورية قد تحوّلت إلى قطاع غزة جديد، وذلك بعد ترك 3.5 مليون شخص يواجهون مصيرهم.

حيث جاء ذلك في مقال للوزير نشرته صحيفة “الفاينانشيال تايمز” البريطانية، بعنوان: “تقاعسُ الاتحاد الأوروبي عن ملف اللاجئين السوريين وصمةُ عار في جبين الإنسانية”، والذي لفت فيه إلى أنّه “حذّر الاتحاد الأوروبي مراراً من عدم المبالاة بالتحديات مثل التطرف ومناهضة الأجانب ومعاداة الإسلام والسامية”.

وأشار “تشاووش أوغلو” إلى أنّ “الاتحاد الأوروبي يدّعي بأنّه قوة عالمية فاعلة في إطار احترام النظام الدولي القائم على أساس حقوق الإنسان والقوانين، إلا أنّ تصرفات اليونان تجاه اللاجئين، وعدم قيام الاتحاد بأيِّ شيء فيما يتعلّق بدعمه المستمر لها بشكل طائشٍ سيُسقط هذا الادعاء”.

وأضاف: “وجّهنا مناشدة أيضاً فيما يتعلّق بإعادة بحثِ النظام العالمي كي يتسنّى لنا التعاملُ مع النزوح الجماعي للناس الفارّين من الاشتباكات في دول مثل سوريا، وحاولنا باستمرار إقناع الاتحاد الأوروبي بمساعدتنا في حلّ هذا النوع من الاشتباكات وإيجاد حلول لنقاط الضعف التي تحيط بأوروبا”.

وأردف بالقول: “إذا لم نستطعْ منعَ هذه الكوارث في مصدرها فالكلُّ سيعاني، وبالتالي الحلقة الأخيرة من الأحداث التي بدأت مع تفجّر الحرب السورية، أظهرت عدم إدراك الاتحاد الأوروبي بشكلٍ تامٍ للقضية، وعدم قدرته على قطع مسافة قيد أنملة فيما يتعلّق بإيجاد حلول لها”.

وأكّد “تشاووش أوغلو” على أنّ “منطقة خفض التصعيد التي تمّ إنشاؤها في 2018 تعرّضت لهجمات مكثفة من قبل نظام الأسد المدعوم من روسيا وإيران، وأنّ معطيات الأمم المتحدة أشارت إلى مقتل أكثر من ألف و700 شخصٍ في منطقة خفض التصعيد منذ أيار العام الماضي”.

وبيّن أنّ “الجنود الأتراك تعرّضوا للاعتداء في شباط الماضي، وأنّ تركيا ردّت بقوة على الاعتداء، ما أظهر أنّ الاعتداء على دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) ستكون له تبعات”، مضيفاً بقوله: “ولكنْ قبلَ وقفنا للهجمات وإنهائنا للاشتباكات في إدلب، كان نحو مليون شخص توجّهوا نحو الحدود السورية التركية التي تشكّل الحدّ الجنوبي الشرقي لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي”.

واستطرد “تشاووش أوغلو” قائلاً: “حالياً تركيا تستضيف نحو 3.6 مليون سوري، علاوة على ذلك، نقدّم المساعدة بشكلٍ مباشر أو غير مباشر لنحو 5.5 مليون شخصٍ داخل سوريا، وهذا الوضع كلّف تركيا أكثر من 40 مليار دولار حتى اليوم”، مشدّداً على أنّ “تركيا منعتْ عبورَ 455 ألف مهاجر غيرِ نظامي عبْرَ أراضيها خلال العام الماضي فقط، وفي ظلّ هذه الشروط، لا يمكننا بمفردنا الاستمرار في حماية حدود الاتحاد الأوروبي والناتو”.

وأضاف بالقول: “لذلك أعلنت تركيا الشهر الماضي أنّها لن تستقبلَ المزيد من المهاجرين من سوريا والدول الأخرى، وأنّها لن تمنعَ أحداً من الموجودين على أراضيها من المغادرة”، مشيراً إلى أنّ “التوجّه إلى تركيا لم يكن الهدف النهائي للمهاجرين، وبالتالي لا يمكننا إجبارهم على البقاء”.

وأكّد أنّ “الاتحاد الأوروبي تجاهل جميع مناشدات تركيا حول ضرورة الأخذ على محمل الجدّ حدوث موجة لجوء جديدة وضرورة التزام باتفاق الهجرة المبرم في 2016، إلا أنّ الأمور وصلت إلى مرحلة خطيرة للغاية مع آخر موجة لجوء مصدرُها إدلب”.

وأضاف “ما شاهدناه عقبَ ذلك، مدعاةٌ للخجل بالنسبة للاتحاد الأوروبي ووصمةُ عار في جبين الإنسانية، فالاتحاد ونوّابه البرلمانيين، اكتفوا بمشاهدة إطلاق قواتِ الأمن اليونانية النار على الناس وخنقهم بالغازات المسيلة للدموع على الحدود، كما قامت اليونان بتعليق طلبات اللجوء بشكلٍ يخالف القوانين رغم انتقادات الأمم المتحدة، إلا أنّ الاتحاد الأوروبي التزمَ الصمت إزاء ذلك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى