تشكيكٌ في جدّيّةِ جمعِ المساعداتِ المعلنةِ في مؤتمرِ بروكسل
شكّك فريقُ “منسّقو استجابة سوريا” بحقيقة جمعِ المبالغِ المعلنِ عنها خلال مؤتمر بروكسل السابع للمانحين، واتَّهم المنظمين بإفراغِ المؤتمرِ من مضمونه.
واعتبر الفريق في بيانٍ نشرَه أمس الجمعة أنَّ هذه المبالغ وهمية، لافتاً إلى أنَّه في كلِّ النسخ السابقة من المؤتمر يعلن عن دفعاتِ تمويلٍ هائلة، لا تستطيع الدول المانحةُ الالتزامَ بها، حيث لم تتجاوز عملياتُ الاستجابة الإنسانية أكثر من 11% فقط.
وأشار الفريق إلى أنَّ الدول المانحة لم تستطع منذ انطلاقِ مؤتمر بروكسل خلال السنواتِ الماضية الالتزامَ الحقيقي بما يتمُّ
التعهد عنه، وتلجأ كافّةً الوكالات الدولية إلى إطلاق مناشداتٍ عاجلة لتمويل عملياتها الإنسانية في سوريا.
كما انتقد الفريقُ السماحً لجهات تابعة لنظام الأسد من حضور المؤتمر رغمَ إعلان مسؤولي الاتحاد الأوروبي في المؤتمر أنَّ عمليات التطبيع مع النظام غيرُ محبّذةٍ له.
كما استغرب الفريق من إصرار المنظّمات العاملة في شمال غربِ سوريا على الاستمرار في الحضور داخل المؤتمر رغمَ حضور مؤسساتٍ تابعةٍ لنظام الأسد، معتبراً أنَّ ذلك يؤكّد قبولَ من تلك المنظمات على وجود مؤسسات النظام والذي من الممكن أنْ يتطوّر الى تواصلٍ مباشر في الفترة القادمة لضمان استمرار عملِها أو الدخول للعمل في مناطق النظام، وِفق “منسقو الاستجابة”.
ونوّه الفريق إلى أنَّ أغلبَ الجهات الحاضرة لا تمثّل إلا نفسَها فقط، وتحوّلت بشكل صريح من منظمات مختصّةٍ بالعمل الإنساني الى شركات ربحية فقط.
كما رفض “منسّقو الاستجابة” حضورَ بعض الجهات الدخيلة على الشعب السوري مثل “مجتمع الميم”، مشيراً إلى أنَّ المجتمعَ الدولي يعمل على إدخال تلك الجهات الى المجتمع السوري تمهيداً لخطوات قادمةٍ يتمُّ العملُ عليها منذُ سنواتٍ، مؤكّداً أنَّها ستُقابل بالرفض من كافّةِ أطياف الشعب السوري.
ووفقاً للفريق، فقد استطاع منظّمو المؤتمر من خلال الجلساتِ التي تمَّ العملُ بها من إفراغه من مضمونه من خلال إدخال العديدِ من القضايا السياسية وقضايا أخرى خلال المؤتمر الذي يُفترض أنَّه مخصّصٌ للعمليات الإنسانية فقط.
كما نوّه إلى أنَّ العديدَ من المنظمات المعنيّة بالشأن الإنساني لم تستطع حضورَ اجتماعات المؤتمر بسبب التعقيدات التي طبّقتها بروكسل من خلال الموافقات القنصلية وغيرِها من التعقيدات.
وانتهت فعالياتُ “مؤتمر دعمِ مستقبل سوريا والمنطقة” في بروكسل بتاريخ 15 حزيران الحالي، من خلال الإعلان عن تقديم تمويلِ العمليات الإنسانية في سوريا بمبلغ 10.3 مليارِ دولار وتشمل التعهّدات سوريا ودول اللجوء على الرغم من الحاجة إلى ضعفِ المبلغ المذكور لتأمين الحدِّ الأدنى لاحتياجات السوريين.