تصريحاتُ واشنطنَ خلالَ إيجازٍ عن بعدٍ لمجلسِ الأمنِ الدولي حولَ الوضعِ في سوريا
في جلسة نقاش مجلس الأمن على أثر جائحة كورونا، وجّه الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” دعوةً أكثرَ إلحاحاً من أجل الرحمة وضبط النفس في سوريا، وبدورها كرّرت الولايات المتحدة تأييدها لدعوته إلى وقفٍ شاملٍ لإطلاق النار في سوريا بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254.
ونشر حساب سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في دمشق على موقع تويتر تصريحات الممثل الدائم لبعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة السفيرة “كيلي كرافت” خلال إيجاز عن بعد لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في سوريا.
وهذا نص الحديث الذي وجهته “كيلي كرافت” لجميع الأعضاء الحاضرين:
شكراً سيدي الرئيس، صباح الخير، وأودّ أنْ أوجّه شكراً خاصاً لصديقي مارك لاطلاعي على آخر المستجّدات وما يحدثُ على الأرض في سوريا، وكما تعلم جيداً فأنا حريصة دائماً على معرفة كلّ ما يمكنني معرفته منك وأنا أقدّر حقاً الوقت الذي تستغرقه دائماً لتزويدنا بهذه المعلومات، كما أوجّه الشكر الجزيل إلى جير، وأيضاً لدعوة الأمين العام إلى وقفٍ شامل لإطلاق النار في كامل البلاد وخاصة وهو الأكثر أهمية في ضوء جائحة فيروس كورونا COVID-19.
لقد رأينا جميعاً كيف يمكن أنْ يكونَ هذا الفيروس مميتاً وقاتلاً، ولهذا السبب لا يوجد مكانٌ حيث تكون الدعوة إلى الرحمة وضبط النفس أكثرَ إلحاحاً منه في سوريا، ونؤكّد من جديد دعمنا الكامل لك يا جير، فأنت تبذل هذا الجهد لتنفيذ وقفِ إطلاق النار الذي طالب به المجلس في القرار رقم 2254، ومن أجل الاستفادة من هذه الدعوة الملحّة في هذا الوقت، يجب على جميع المقاتلين تجميد العمليات البريّة التي تُعرّض السكان المدنيين للخطر، فالشعب السوري بحاجة إلى هذا النوع من وقفِ إطلاق النار الذي طالب به القرار رقم 2254 – وليس وقفة مؤقتة تكتيكية أخرى تسمح لقوات النظام وحلفائها الروس والإيرانيين بالراحة قبل أنْ يقوموا مرّة أخرى باستئناف حملتهم الإرهابية في الشمال الغربي، فمثل هذه الوقفة لن تشجّع إلا سعيَهم المتواصل لفرض حلٍّ عسكري للصراع.
في الاجتماعات مع مسؤولي الأمم المتحدة واللاجئين السوريين خلال رحلتي إلى تركيا في وقت سابق من هذا الشهر، تأكّدتُ ورأيتُ بنفسي أنّ الأمم المتحدة يجب أنْ تكون مشاركة محورية في أيِّ جهد لمراقبة مبادرات وقفِ إطلاق النار والتحقّق منها، وحول هذه النقطة أودُّ أنْ أوضّحَ أنّ المبعوث الخاص بيدرسن لديه السلطة الممنوحة بموجب القرار رقم 2254 لمراقبة جهات الاتصال الحالية لضمان احترام اتفاقات وقفِ إطلاق النار، وقد أظهرت التقارير أنّ المستشفيات والعيادات وحتى مقدمي الرعاية الصحية تضرّروا من ضربات نظام الأسد والضربات الجويّة الروسية، ونظراً لوضع البنية التحتية للرعاية الصحية الضعيفة في سوريا ومع بدءِ هذا الوباء العالمي، تزدادُ أهمية بعثات المراقبة المشتركة بين الوكالات التابعة للأمم المتحدة في شمال غرب سوريا ومراقبة وقفِ إطلاق النار الدائم، وإنّنا نحثُّ الأمم المتحدة على مواصلة بعثاتها المشتركة بين الوكالات إلى الشمال الغربي للمساعدة في حماية السوريين الضعفاء المحتمين هناك.
بالأمس فقط، أبلغ النظام عن أول وفاة من فيروس كورونا، مما عزّز من الخطر الذي يواجهه الشعب السوري، وخاصة أولئك الذين يعيشون في مخيمات مكتظّة في إدلب، فوسط التهديد المتزايد لفيروس كورونا COVID-19 في جميع أنحاء سوريا تزداد أهمية زيادة توصيل شحنات المساعدات عبْرَ الحدود التي تقدّمها الأمم المتحدة وزيادة انتشارها، وبالنسبة للسوريين في الشمال الشرقي، يجب أنْ نضغطَ من أجل استعادة وصول الأمم المتحدة عبر الحدود إلى هذه المنطقة، حيث منعت روسيا والصين بصوتين فقط قدرة الأمم المتحدة على توصيل 41 في المائة، وأوكّد 41 في المائة من الإمدادات الطبية، ويجب أنْ يبدأ المجلس مداولاته حول كيفية تنفيذ توصيات تقرير الأمين العام الخامس والعشرين الصادر في 25 شباط/فبراير، بما في ذلك استعادة توصيل مساعدات الأمم المتحدة عبْرَ الحدود المنقذة لأرواح أكثر من مليون شخص في الشمال الشرقي، وبسبب سرعة انتشار فيروس كورونا COVID-19، لا يستطيع هؤلاء السوريون الضعفاء ببساطة انتظارَ موافقات دمشق التعسّفية على توصيل الإمدادات الطبية عبْرَ الحدود، فيجب أنْ نسمحَ بالمزيد من عمليات الأمم المتحدة عبْرَ الحدود – وليس تقليلها، ويجب أنْ نحافظَ على استمرار أعمال جميع المنظمات غيرِ الحكومية والأمم المتحدة عبْرَ الحدود التي تدخل حالياً إلى سوريا عبْرَ أقربِ الطرق وأسرعها.
لا تزال الولايات المتحدة منزعجة من الحصار المتعمّد لنظام الأسد على سكان مخيم الركبان للنازحين، فقد منع النظام مرّة أخرى حركة المرور التجارية إلى المخيم، والآن يرفض السماح للأمم المتحدة بتقديم المساعدة عبْرَ الحدود من دمشق، وبالطبع فمخيم الركبان ليس إلا مثالاً واضحاً على فشلِ نظام الأسد بشكلٍ فاضحٍ في احترام التزامه تجاه الشعب السوري. إنّ عقداً كاملاً من هذه الإخفاقات هو بالضبط السبب في عدم ثقة إدارة ترامب في النظام وفي وعود روسيا بتحسين وصول المساعدات الإنسانية عبْرَ الحدود، فيجب على أعضاء المجلس التعامل مع الوعود بشيء من الحرص، إنّه بمجرد حصول السوريين المحتاجين على مساعدات إنسانية منتظمة ومستدامة وعالية الجودة من الأمم المتحدة، ستقوم الولايات المتحدة بإعادة النظر في تقييمنا للنظام والوعود الروسية، ولكنْ حتى ذلك الحين، لا يمكن أنْ يكونَ هناك مزيدٌ من الانخفاض في وصول المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة عبْرَ الحدود إلى سوريا، فمثل هذه الخطوة من شأنها أنْ تعرّض ملايين الأرواح للخطر.
وأخيراً بينما نتعامل مع فيروس كورونا COVID-19، أودّ أنْ أكرّر طلب وزير الخارجية بومبيو المتعلّق بآلاف المدنيين، بمن فيهم مواطنو الولايات المتحدة، الذين يتمّ احتجازُهم بشكلٍ تعسفي في مراكز احتجاز النظام المكتظّة، فلقد حان الوقت لكي يتّخذ نظام الأسد خطوات ملموسة لحماية هؤلاء الأفراد، وتغيير الظروف اللاإنسانية التي يتمّ احتجازُهم في ظلّها، وتطالب إدارة ترامب بالإفراج الفوري عن جميع المدنيين والسجناء السياسيين المحتجزين بشكلٍ تعسّفي، بمن فيهم النساء والأطفال والمسنون.