تطلّعاتٌ مشتركةٌ بينَ الميليشياتِ الكرديةِ وروسيا في شمالِ شرقِ سوريا.. تعرّفْ على أبرزِ أسبابِها

قال “المجلس الأطلسي” وهو مؤسسة بحثية مقرّهُ الولايات المتحدة الأمريكية: إنّ “الوحدات الكردية في سوريا تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع روسيا الحليف الأساسي لنظام الأسد”.

وأوضح المجلس في مقال نشره الكاتب “ماثيو آيتون” أنّه في “ظلّ حالة عدم اليقين باستمرار الدعم الأمريكي للأكراد، فإنّهم سيعملون على تقوية نفوذهم بسوريا من خلال إنشاء علاقات جيّدة مع موسكو”، لافتاً إلى أنّ “الاهتمام الدولي في الأسابيع الأخيرة تركّز على محافظة إدلب، بسبب النازحين الذين وجدوا أنفسهم يعانون في ظروف إنسانية صعبة”.

وأشار المجلس إلى أنّ “الوضع في إدلب سيلقي بظلاله خارج المحافظة، وسيعيد تشكيل إستراتيجيات جديدة للمعركة، وسيغيّر حسابات الأطراف الأساسية بالمعادلة السورية”، مشدّداً على أنّ “الأمور التي يجب أنْ تقلقَ واشنطن بشكلٍ خاص، هي الإشارات الواضحة والمتزايدة للتقارب بين (قسد) وروسيا (الراعي الرئيسي لنظام الأسد)”.

وأكّد أنّ “هناك احتمالية كبيرة للتعاون بين الطرفين، وباتت هذه القناعة لدى الوحدات الكردية وروسيا واضحةً، بعد العملية العسكرية التركية التي انطلقت ضدّ قوات الأسد، مستدركاً بقوله: “وحدات حماية الشعب الكردي، لها تاريخ من العمل الانتهازي مع نظام الأسد”.

وأوضح أنّ “التحوّل النوعي في العلاقات قد يكون جارياً”، مشيراً إلى أنّ أحد قيادات المجموعات الكردية المسلحة أفاد بأنّه بعدَ التطورات الأخيرة، هناك أشياء كثيرة نعمل عليها مع نظام الأسد وروسيا، وسيكون هناك نجاح كبير بيننا”.

وأشار إلى أنّ “الرغبة الكردية بالتعاون مع روسيا انطلقت، بعد التفويض المطلق الذي منحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لمهاجمة القوات الكردية في تشرين الأول 2019، من خلال الأمر بإعادة نشرِ القوات الأمريكية بعيداً عن شمال شرق سوريا.

وقال المجلس إنّ “قيادة وحدات حماية الشعب الكردية، تعيدُ تقييم الأهمية الاستراتيجية لعلاقاتها مع واشنطن، التي لا يمكن الاعتمادُ عليها بشكل متزايد، وتتطّلعُ إلى زيادة تنويعِ شركائها الدوليين، مع التركيز على تعزيز العلاقات مع روسيا”، منوّهاً إلى أنّ “الوحدات الكردية أبرمت صفقة مع موسكو عقب عملية نبع السلام التركية العام الماضي”.

وبيّن أنّ “هذه الصفقة سمحت بنقل قوات تابعة لنظام الأسد وروسيا إلى مناطق خاضعة للسيطرة الكردية، لردعِ تركيا وفصائل المعارضة السورية، وقطعِ تقدّمهم في المناطق الشرقية لنهر الفرات”، مؤكّداً في الوقت ذاته أنّ “المناقشات والاتفاقيات بين قسد ومحور الأسد وروسيا لم تنتهِ عند هذا الحد، وامتدت لمناقشة شروط أيّ مصالحة مستقبلية مع نظام الأسد”.

ولفت المجلس إلى أنّ “روسيا من جانبها لا تزال حذرةً في تعزيز تعاونها العلني مع الوحدات الكردية خشيةً من زيادة الغضب التركي”، مضيفاً أنّ “تعزيز التعاون الروسي مع الأكراد مصدرُ قلق أيضاً لواشنطن إلى جانب أنقرة”.

وقال إنّ “هناك تقارير تشير بالفعل إلى مقاتلة المسلحين الأكراد مع نظام الأسد في مناطق غرب حلب، ضدّ القوات المدعومة من تركيا”، منوّهاً إلى أنّ “واشنطن طلبت من الأكراد تجنّب القتال إلى جانب النظام، ضدّ المصالح التركية في إدلب وعفرين”.

وبحسب المجلس، فإنّ “الولايات المتحدة حذّرت الوحدات الكردية بأنّها إذا تعاونت مع نظام الأسد فإنّها ستوقف دعمها المستقبلي لهم”، مشدّداً على أنّه رغم ذلك “فإنّ التعاون الأوثق بين وحدات حماية الشعب ومحور الأسد وروسيا بعيدٌ كلُّ البعدِ عن نهايته، ويعتمد بشكلٍ كبيرٍ على كيفية ظهور التوترات بين موسكو وأنقرة بشأن إدلب”.

وأكّد المجلس أنّ “الرئيس الروسي يحتفظ ضمن إستراتيجيته بأنْ تكون تركيا إلى جانبه، في ظلّ الانقسامات بين أعضاء الناتو”، مضيفاً أنّه “في سياق التدهور الأخير للعلاقات التركية الروسية حول إدلب، قد يثبت الأكراد أنّهم أداةٌ مفيدة لموسكو، لزيادة الضغط على أنقرة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى