تقديرٌ إسرائيليٌّ: ما يزعجُ الروسَ أنَّ أحدثَ أنظمةِ الدفاعِ الجويّ التي باعَها الروسُ لسوريا لا تحقّقُ الهدفَ المرجوَ منها

قال خبير عسكري إسرائيلي إنَّه “للمرّة الثانية خلال شهرين، يظهر جنرال روسي أمام الكاميرات، معلناً أنَّ الهجوم الإسرائيلي على نظام الأسد تمَّ إحباطه من خلال أنظمة الدفاع الروسية المُباعة للنظام، ما يعني أنَّ عنوانَ هذه الرسائل ليس في تل أبيب، بل في أفريقيا وآسيا، وكلّ زبون محتمل للصناعة العسكرية الروسية”.

وأضاف “رون بن يشاي” في مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، ترجمته “عربي21″، أنَّ “الجنرالات في مقرّات الجيش الروسي المنتشرة في سوريا، لا يحبّون أنْ تنفجرَ صواريخ أرض-جو في جوف الليل على المصانع ومستودعات الأسلحة في سوريا، رغمَ علمهم بأنّ الأهداف التي تعرّضت للهجوم تعود لميليشيات تعمل في الأراضي السورية خدمةً للإيرانيين وحلفائهم”.

وأوضح أنّ “هذا ليس فقط ما يزعج الضبّاطَ الروس في سوريا، وقيادتهم في الكرملين، لكن ما يزعجهم حقيقةً أنّ أحدث أنظمة الدفاع الجوي التي باعوها لنظام الأسد بكمية ونوعيّة لا مثيلَ لها في أيّ مكان في العالم، لا تحقق الهدف المرجو منها، فهي تفشلُ باعتراض معظمِ الصواريخ الإسرائيلية بعيدة المدى والموجّهة والدقيقة التي يتمُّ إطلاقُها فيها، وتقع في مختلف الأراضي السورية، سواءٌ عبر الأرض أو الجو”.

وأشار الخبير إلى أنّ “أنظمة الدفاع الجوي الروسيّة التي يفترض أنْ تعترضَ كلّما يتحرّك في السماء على مدى عشرات إلى مئات الكيلومترات، تعترض “فقط” بعض الصواريخ الإسرائيلية التي تحلّق في سماء سوريا، لكنّها تفشل في منعِ الهجمات المدمّرة على الأهداف الأرضية، وهذه حقيقة أصبحت ظاهرة مستمرّةً، وتضرُّ مباشرة بالسمعة العالميّة لأحدث أنظمة الأسلحة الروسيّة في سوق السلاح العالمي، وتهدد بإلحاق الضرر بالاقتصاد الروسي”.

وأكّد أنَّ “المعطيات الإسرائيلية المتوفّرة تشير إلى تحريض إيراني لروسيا على إسرائيل، لأنَّ أنظمتها التسليحية الباهظة الثمن التي تزوّد بها روسيا نظامَ الأسد غير قادرة على صدِّ الهجمات الإسرائيلية، رغم أنَّ الصناعة العسكرية الروسية في تحسّنٍ مستمرٍّ”.

وكشف أنَّ “تحقيقاً إسرائيلياً حول الأسباب الكامنة خلف التصريحات الروسية الأخيرة، أكّد أنّ سببها الرئيسي اقتصادي بحت، ففي يوليو أقيم معرضٌ جوي سنوي للصناعات العسكرية الروسية لتسويق بضاعتها، خاصة الطائرات المقاتلة وأنظمة التحكّم الحديثة، موجّهة للمشترين المحتملين من دول الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، لكنَّ الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة، أضرّت بشدّة بمصداقية المزاعم الروسية حول منظوماتها الدفاعية”.

وأضاف أنَّ “سبباً آخر لإعلان الجنرال الروسي يتعلّق بالتطورات السياسية في سوريا، ومستقبلِ العلاقة بين العناصر المتناحرة في الحرب التي تشهدها، فالروس لديهم مصلحة بأنْ يظهروا لنظام الأسد أنّ المعدّات الروسية تعمل بشكل جيّد، رغم أنّها لا توفّر حماية كاملة ضدّ الصواريخ الإسرائيلية بسبب العمليات العشوائية التي تقوم بها قوات الأسد”.

وأوضح أنّ “إسرائيل على علم بما يمارس الروس من ضغوط على نظام الأسد لتقليص الوجود والتدخل الإيراني في سوريا، في المجالين الاقتصادي والعسكري، فهم غيرُ راضين عن التنافس مع الإيرانيين على مكاسب إعادةِ إعمار سوريا، وقلقون من تخريب طهران ومبعوثيها لجهود إرساء الاستقرار في سوريا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى