تقريرٌ: أسماءُ الأسدِ تديرُ الفسادَ في سوريا
قال مسؤولٌ في “مرصدِ الشبكات الاقتصاديّة والسياسيّة”، إنَّ “أسماءَ الأسد” أو “سيدةَ الجحيم” كما هو معروفٌ عنها في سوريا، زوجة الإرهابي “بشار الأسد” تبرز في منتصف دائرةِ شبكاتِ الفساد داخل حكومة النظام، كعقدة محوريّة تنشر أذرعها في كلِّ مكان ممكن أنْ تحصّلَ من خلاله على الأموال.
وأوضح “كرمُ شعار” في حديث لموقع “العربي الجديد”، إنَّه لا يتّفق مع تعظيم دورِ أسماء الأسد مقارنةً مع بشار الأسد، مشيراً إلى أنَّه من الصعب جدّاً الفصل بين دورهما.
ولفت إلى أنَّه لا يمكن لأحدٍ حالياً توفير معلومات بهذا الحجم من الدقّة، لنسبة تدخل أيّ منهما في الجانب الاقتصادي، مؤكّداً أنَّهما على علاقة مباشرة بالمكتب المالي والاقتصادي التابعِ لرئاسة الجمهورية، لكنْ من يتابع شؤون المكتب بشكلٍ أكبرَ، هذا الأمر من الصعب تحديدُه.
ووِفق التقرير، ترأّست أسماءُ المجلسَ الاقتصادي السريّ للأسد، ويعمل به مساعدون وشركاءُ أعمال مقرّبون للزوجين، وقد ساعدت المنظمات غيرُ الحكومية التابعة لها في بناء شبكة محسوبية واسعةٍ لعائلة الأسد، بينما تتحكّم في الجهات التي تتدفّق فيها أموال المساعدات الدولية في البلاد.
وبيّنت الصحيفةُ أنَّ بشار اقتسم وشقيقه الأصغر ماهرَ وزوجته أسماءَ ما تبقى من الاقتصاد؛ حيث يقول رجالُ أعمال ومحلّلون سوريون إنهم قاموا بتفكيك طبقة التجار التقليديين في سوريا وخلقوا طرقًا جديدة للاستفادة من الحرب.
وسلّط حضورُ أسماء غيرُ المفهوم خارج سوريا، الضوءَ على الدور القيادي الذي باتت تتطلع به – بعد أنْ تمَّ تهميشها في البداية – لتصبحَ واحدةً من أقوى الأشخاص في البلاد، على رأس الأسرة الحاكمة التي لا تعرفُ الرحمة في البلاد، وفق تقريرِ الصحيفة الذي ترجمه موقع “عربي21”.
وأوضحت الصحيفة أنَّ “أسماء الأسد” تقدّم نفسَها في الأماكن العامة؛ على أنَّها “أمُّ الوطن”، حيث تعتني بأسرِ العسكريين السوريين والأطفال المصابين بالسرطان والناجين من زلزالِ السادس من شهر شباط/ فبراير.
أما في السر؛ فقد عزّزت أسماء نفوذَها بشكلٍ ملحوظ، وذلك وفقًا لمقابلات مع 18 شخصًا على دراية بعمليات النظام، بما في ذلك رؤساءُ الشركات وعمالُ الإغاثة والمسؤولون الحكوميون السابقون.
وهي تسيطر حالياً على بعضِ المقاليد الرئيسية في الاقتصاد السوري المنهك، سواءٌ كصانعة سياسة أو منتفعة، مما يساعد على تشديد قبضةِ الأسرة على بلد في حالة دمار شامل.
وعبّر الاقتصادي عن قناعته بأنَّ دورَ بشار الأسد لا يزال أكبرَ، وأنَّ دور أسماء بدأ يتصاعد مع موت والدة بشار ومغادرةِ شقيقته بشرى البلاد، لكنّه لا يفوق دور بشار، وحول التحايل على العقوبات الغربية ولاسيما الأمريكية، وصفَ شعار العقوباتِ بالشكلية، معتبراً أنَّ تكلفةَ متابعة النشاطات المالية وغيرِ الشرعية، أعلى من المكاسب التي تحققها.
وسبق أنْ سلّطت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، الضوءَ على تصاعد نفوذِ “أسماء الأسد” المعروفة باسم “سيّدة الجحيم” في سوريا؛ ولفتت الصحيفةُ إلى أنَّها باتت تضطلع بدور قيادي في نظام ينهب ثرواتِ شعبه.
وقالت الصحيفة، إنّه عندما زار “بشار الأسد”، أبو ظبي في 19 آذار، كان يُنظر إلى هذه الزيارةِ باعتبارها أحدثَ علامة على أنَّ الديكتاتور السوري يستعدُّ بهدوء للعودة إلى الحظيرة العربية بمساعدة حلفائه في المنطقة، لكنَّ الزيارةَ كانت جديرةً بالملاحظة بشكل خاص بسبب اصطحابِ الأسد لزوجته أسماء الأسد؛ حيث تعتبر هذه الزيارة الأولى لها إلى الخارج منذ اندلاعِ الحرب قبلَ أكثر١ من عقدٍ من الزمان.