تقريرٌ حقوقيٌّ يكشفُ صناعةَ نظامِ الأسدِ لعصاباتِ الشبيحةِ منذُ انطلاقِ الثورةِ السوريةِ
نشرت لجنةُ العدالة والمساءلة الدولية (CIJA) في تقرير مشتركٍ مع وكالة “رويترز”، سبعَ وثائقَ تظهر أنَّ حكومةَ النظام، “خطّطت ونظّمت وحرّضت ونشرتْ الشبيحة” منذ بدايةِ الثورة السورية في عام 2011.
وجاء في التقرير المطوّلِ المنشور الثلاثاء 4 من تموز، أنَّه في السنوات الأولى من بدءِ الثورة، أسس مسؤولون حكوميون كبارٌ في النظام جماعاتٍ شبه عسكرية تُعرف باسم “الشبيحة”، وجرى توجيهُهم لمساعدة النظام في قمعِ المتظاهرين، وفق ما وثّق المحقّقون في جرائمِ الحرب داخل اللجنة.
ولم يسبقْ لحكومة النظام الاعترافُ بوجود “الشبيحة”، بينما اتّهمت مقاتلين من المعارضة بارتكاب مجازرَ أوردها التقريرُ، بأنَّ “الشبيحة” كانوا من المشاركين في تنفيذها، في حين لم تردّ حكومةُ النظام على طلبٍ للتعليق من قِبل الوكالة.
يعود تاريخُ أقدم الوثائق إلى كانون الثاني 2011، بعد حادثةِ حرقِ سياراتٍ عسكرية وللشرطة في حلب، وِفق الوثيقة، وتوضّح الوثائقُ إنشاءَ ما يسمّى بـ”اللجان الشعبية”، وهي عبارةٌ عن مجموعات ضمّتْ موالين للنظام، معروفين باسم “الشبيحة” في أوساط المعارضة، حيث جرى تدريبُهم وتوجيههم وتسليحُهم.
تتضمن الوثائقُ تعميماتٍ، في آذار 2011، من المخابرات العسكرية إلى السلطات المحليّةِ عبرَ اللجان الأمنيّة التي يديرها قادةُ حزب “البعث” الذي يقودُه رأسُ النظام ، بشارُ الأسد، لـ”حشدِ” المخبرين والمنظمات الشعبية و”أنصار الحزب” للتواجد في المساجد والأماكنِ العامة والتصدّي للمتظاهرين، كما أمروا في وثائقَ أخرى في نيسان 2011، بتشكيلهم في “لجان شعبيّة”.
وأوضح التقرير، أنَّ الوثائقَ تحتوي أيضًا على تعميمات في نيسان وأيار وآب 2011، موجّهةً “للجان الشعبية” من قِبل “خليةِ إدارةِ الأزمات المركزية” المنشأةِ بعد بدءِ الثورة السورية، والتي كانت تضمُّ كبارَ المسؤولين من الأفرع الأمنية الذين كانوا يقدّمون تقاريرَهم مباشرةً إلى الأسد.
أمرتْ إحدى التوجيهات الصادرة عن الخلية، في وثيقة بتاريخ 20 من نيسان 2011، تدريبَ “اللجان الشعبية” على كيفية استخدامِ الأسلحة ضدَّ المتظاهرين، وكذلك كيفيةِ اعتقالِهم وتسليمِهم لقوات الأسد.