تقريرٌ حقوقيٌ يحذّرُ من إعدامِ معتقلينَ نُقلوا من سجنِ “السويداءِ” إلى “صيدنايا”

حذّرت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” الحقوقية من تنفيذ أحكام إعدام تعسفية بحقّ خمسة محتجزين نُقلوا من سجن السويداء المدني إلى سجن “صيدنايا” العسكري سيّئ السمعة، والذي وصفته “منظمة العفو الدولية” بـ “المسلخ البشري”.

وفي تقرير لها أصدرته أمس الأربعاء، أوضحت المنظمة أنّها حصلت على معلومات موثّقة من داخل سجن السويداء تُفيد باقتياد دورية للشرطة العسكرية التابعة لنظام الأسد خمسة معتقلين وهم، عبدو الموسى، عبد الرحمن مطر، زكريا جهيم، سمير الفرا، زكريا خريبة، إلى سجن صيدنايا العسكري، في 25 من تشرين الثاني الماضي، في حادثة هي الأولى من نوعها التي يتمّ فيها اقتياد معتقلين بهذا الشكل الجماعي من السجن.

وأشار تقرير المنظمة إلى أنّه تمّ تبليغ المعتقلين الخمسة قُبيل نقلهم بأنّ “محكمة الميدان العسكرية” ومقرُّها دمشق، طلبت استدعاءهم لحضور جلسة لها.

ولفت تقرير المنظمة إلى أنّ هؤلاء المعتقلين كانوا آخر دفعة من المحتجزين الموقوفين لمصلحة محكمة الميدان العسكرية في سجن السويداء ممن لم تتمّ محاكمتهم بعد، وقد نُقلوا من سجن صيدنايا قبل نحو أربع سنوات دون أنْ يتمّ عرضَ أيٍّ منهم على القضاء، ليتمَّ بعدَها نقلهم بهذا الشكل المفاجئ إلى صيدنايا مجدّدًا.

وأوضح التقرير أنّ سجن السويداء كان يضم 25 معتقلًا موقوفًا لمصلحة محكمة الميدان العسكرية, نُقلوا في وقت سابق من سجن صيدنايا إلى هذا السجن، وأنّه أعيد عشرة منهم على فترات متقطّعة خلال السنوات السابقة إلى سجن صيدنايا، بينما بقي 15 معتقلًا على سبيل الإيداع دون حدوث أيِّ تغييرات على أوضاعهم.

وخلال العامين الماضيين أمرت محكمة الميدان العسكرية إدارة سجن السويداء بإخلاء سبيل عشرة من هؤلاء المحتجزين، في حين بقي الخمسة الذين نُقلوا مؤخّرًا.

ونقلت المنظمة عن عددٍ من المعتقلين المحكومين من قبل محكمة الميدان العسكرية مخاوفهم من إصدار المحكمة قرارات بإعادتهم لسجن صيدنايا في أيِّ لحظة لقضاء محكوميتهم هناك.

وأكّدت المنظمة ضلوع أجهزة نظام الأسد بإقرار أحكام تعسفية “بالإعدام والسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة أو بدونها”، بحقّ محتجزين في سجون مدنية مثل حماة وعدرا ومودعين لمصلحة محكمة الميدان العسكرية، مشيرة إلى تنفيذ بعض هذه الأحكام، وإلغاء أو تخفيف بعضها الآخر.

وكانت “منظمة العفو الدولية” وثّقت في تقرير تحت عنوان “المسلخ البشري” نشرته، في شباط من عام 2017، إعدامات جماعية بطرقٍ مختلفة نفّذها نظام الأسد بحقِّ 13 ألف معتقلٍ في سجن صيدنايا، أغلبيتهم من المدنيين المعارضين، بين عامي 2011 و2015.

وأوضحت المنظمة أنّ الإعدامات جرت أسبوعيًا أو ربّما مرتين في الأسبوع، بشكلٍ سري، واقتيدت خلالها مجموعات تضمّ أحيانًا 50 شخصًا، إلى خارج زنزاناتهم، وشنقوا حتى الموت.

ووجّهت المنظمة الاتهام إلى نظام الأسد واصفة سجن “صيدنايا” العسكري بأنّه “المكان الذي تذبح فيه الدولة السورية شعبها بهدوء”,واعتبرت في تقريرها أنّ الممارسات السابقة “ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، مؤكّدة أنّها “مستمرةٌ على الأرجح في السجون داخل سوريا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى