جيفري: نحنُ في سوريا لطردِ إيرانَ ومنعِ نظامِ الأسدِ من السيطرةِ على البلادِ.

كشف المبعوثُ الأمريكي السابق إلى سوريا، “جيمس جيفري”، عن الاستراتيجية التي اعتمدتها بلادُه في سوريا لمواجهة نظام الأسد، ونفوذِ الاحتلالين الإيراني والروسي, مؤكّداً أنّ هدف الوجود الأميركي العسكري داخل سوريا يشمل منعَ نظام الأسد من السيطرة على كامل البلاد، ولا يقتصر على محاربة تنظيم “داعش”.

جاء ذلك في لقاء أجرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” مع جيفري، نشرته يوم السبت، قال فيه إنّ أهداف الوجود العسكري الأمريكي في سوريا ثلاثة, ضمانُ انسحاب قوات الاحتلال الإيراني من البلاد، ودحرُ تنظيم “داعش”، وثالثاً إيجادُ حلٍّ سياسي للنزاع الذي يقترب من عامه العاشر.

ولفت إلى أنّ قوات الولايات المتحدة والتحالف الدولي الذي تقوده في سوريا “لا تحاربُ تنظيم داعش فحسب بل وتمنعُ الأسد من كسب الأرض”، مضيفًا أنَّ القوات التركية تفعل الشيء نفسه في شمال غربي سوريا، بينما “يسيطر سلاح الجو الإسرائيلي على الأجواء”.

وبحسب “جيفري فإنّ واشنطن قادتْ تحالفاً واسعاً لفرض عقوبات “سحقتْ الأسد اقتصاديًا”، بحسب تعبيره، إلى جانب تعاون دول عربية وافقتْ على الحفاظ على “العزلة الدبلوماسية” لحكومة نظام الأسد.

ونتيجة للسياسة السابقة، ورث الاحتلالان الروسي والإيراني “دولةً فاشلة بالكامل وغارقة في مستنقع”، ويتعيّن عليهم “التفاوضُ بجدّة وقبولُ الحلول الوسط، إذا كانوا يريدون الخروج من هذا المستنقع”، بحسب جيفري.

ويرى جيفري أنّ التحدّي الذي يواجه إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، سيكون إقناعَ الاحتلالين الروسي والإيراني بقبول التسويات التي من شأنها أنْ تضع حداً لإراقة الدماء في سوريا و”تضع الأسد الذي صنعاه تحت السيطرة”، في ظلِّ “تردّدٍ متزايد” من البلدين لفعل ذلك.

ودافع المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، عن سياسة الإدارة الأمريكية في مقاطعة رأس نظام الأسد، قائلاً إنّها استمرار لموقف الرئيس السابق، باراك أوباما, وأعرب عن استعداد واشنطن للعمل مع الأسد، إذا “استقيظ” وقرّر تبنّي العمل لتحقيق قرار مجلس الأمن الدولي “2254”.

ودافع جيفري عن الغارات التي يشنّها طيران الاحتلال الإسرائيلي على سوريا، مشدّداً على أنّ الطريقة الوحيدة لوقف الغارات ستحتّمُ على الاحتلال الروسي ورأس نظام الأسد، إخراج الاحتلال الإيراني وميليشياته من سوريا.

ووصف ذلك بأنّه “مطلب غيرُ قابل للتفاوض”، بينما أصرَّ على أنّ تورّط الاحتلال الإيراني في سوريا “يتضخّم ويضاعف أسوأ غرائز الأسد تجاه شعبه وجيرانه”.

وأوضح أنّ وجود الاحتلال الإيراني في سوريا، “خطراً وجودياً في الوقت الحالي، على الأرجح للاحتلال الإسرائيلي، وفي المستقبل، لأصدقائنا وحلفائنا الآخرين في جميع أنحاء سوريا، وتركيا والأردن والعراق”.

وأبدى جيفري أسفه لعدم قدرته على إخراج الاحتلال الإيراني من سوريا، لكنّه أكّد أنّ “السياسة الأمريكية فرضت ثمناً باهظاً على نظام الأسد، وبشكل غيرِ مباشر من خلال ما نقوم به، بما تفعله إسرائيل، وما نقوم به مع مختلف شركائنا الآخرين”، مضيفًا، “خفّضنا بشكل كبير فوائدَ إيران من الوجود في سوريا”.

وأوضح جيفري أنّه إذا لم تكن الولايات المتحدة قادرة على التفاوض على حلٍّ وسط يتضمّن إخراج الاحتلال الإيراني من سوريا، فإنّ “الاستراتيجية المؤقتة هي حرمانهم من الانتصار”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى