حريقُ مخيَّمِ الهولِ: الأممُ المتحدةُ تدعو إلى وضعِ حلولٍ طويلةِ الأمدِ لقاطني المخيّمِ

أعرب ثلاثةٌ من مسؤولي الأمم المتحدة عن الأسف إزاءَ نشوب حريق مميتٍ في مخيّم الهول شمالَ شرقِ سوريا، مما أدّى إلى وفاة أربعةِ أشخاص على الأقلِّ منهم ثلاثة أطفال وامرأة وإصابة ما لا يقلُّ عن 26 شخصاً وفقَ التقارير الأوليّة. 

ووفقاً للتقارير اندلع حريقٌ، مساءَ السبت الماضي خلال تجمّعٍ عائلي لنازحين سوريين مقيمين في المخيم، وما زال 20 شخصاً على الأقلِّ في المستشفى، منهم ستةُ أشخاص على الأقلِّ في حالة حرجة.

وفي بيان صحفي مشترك قدَّم “عمران ريزا” منسّقُ الشؤون الإنسانية في سوريا، و”مهند هادي” المنسّق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، أحرَّ التعازي للأسر المتضرّرة وأعربا عن التمنيات بالشفاء العاجل للمصابين.

وأعرب المسؤولان عن القلق من احتمالات تكرار مثلِ هذه الحوادث إذا لم تُتخَذْ التدابيرُ لمعالجة الوضع على المدى الطويل. وقالا إنَّ هذه الحادثة المؤلمة تؤكّد حقيقة أنَّه لا ينبغي خاصةً الأطفال الأبرياء، العيشُ في ظلِّ هذه الظروف الإنسانية الصعبة والخطيرة في مخيّم الهول.

وحثَّ المسؤولان الأمميان كافة الأطراف ذات الصلة على إيجاد حلول دائمة لكلِّ شخصٍ يعيش في المخيّم وأنْ تكونً تلك الحلول طوعية وكريمة.

من جهته قال “تيد شيبان” المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يـونيسف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، “يتواجد في مخيّم الهول والمناطق المحيطة في شمالَ شرقِ سوريا أكثرَ من 22 ألفَ طفلٍ أجنبي من 60 جنسية على الأقلِّ، يقيمون في المخيّمات والسجون بالإضافة إلى آلاف الأطفال السوريين”.

وأضاف “شيبان” أنَّ الأطفال في مخيّم الهول لا يواجهون وصمة العار فحسب، وإنَّما يعانون أيضاً من ظروف معيشية صعبة للغاية حيث الخدمات الأساسية شحيحة أو غيرُ متوفّرة في بعض الحالات.

وقال إنَّ احتجاز الأطفال يجب أنْ يكون الخيارَ الأخير، وإنْ حدثَ فيجب أنْ يكونَ لأقصرِ مدّةٍ ممكنةٍ.

وشدّد المسؤول الأممي على ضرورة عدم احتجاز الأطفال بناء على الروابط الأسرية المبنية على الشكوك بوجود علاقة للعائلة مع مجموعات مسلّحة أو انتماء أحد أفراد العائلة إلى المجموعات المسلّحة.
 
وأكّد “شيبان” ضرورة أنْ تفعلَ السلطاتُ المحلية شمال شرق سوريا والدولُ الأعضاء بالأمم المتحدة، كلَّ ما يمكن من أجل إعادة الأطفال إلى بيوتهم وإعادة دمجهم في المجتمعات المحلية وإجلاءِ كافة الأطفال الأجانب إلى اوطانهم الأصلية بطريقة كريمة وآمنة. 

وناشد كافةَ الدول الأعضاء منحَ الأطفال “الذين ولدوا لمواطنيها” أوراقَ الأحوال المدنيّة من أجل تجنّبِ أنْ يصبح هؤلاء الأطفال بدون جنسية، بما يتماشى مع المصالح الفضلى للطفل والمعايير الدولية.
 
كما ناشدت “اليونيسف” كافة اطراف النزاع في سوريا السماحَ بالوصول الإنساني غيرِ المشروط من أجل تقديم المساعدة والرعاية للأطفال والعائلات بما في ذلك الموجودون في مراكز الاحتجاز.

ويُعدُّ مخيَّمُ “الهول” من أكبر مخيّمات النازحين في سوريا، حيث يُقيم فيه نحو 62 ألف شخصٍ، يمثّل الأطفال والنساء أكثرَ من 80% منهم.

وتُعد الحرائق العرضية شائعة في المخيّم حيث تلجأ العائلات غالباً إلى استخدام مواقد الطهي داخل الخيام للتدفئة خاصة خلال فصل الشتاء عندما تنخفض الحرارة إلى ما دون درجة التجمّد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى