حصري | الكلمةُ التي انسحبَ بسببِها وفدُ نظامِ الأسدِ من قاعةِ اجتماعاتِ اللجنةِ الدستوريّةِ في جنيفَ

من خلال انسحابٍ لمدّة 15 دقيقةً، ثُمَّ التراجعِ عنه فيما بعدُ، حاول وفدُ نظامِ الأسد المشارك في اجتماعات اللجنة الدستوريّة في جنيف تعطيلَ الجولة الحالية في آخرِ اجتماعاتها أمس الجمعة.

حيث جاء الانسحابُ المؤقّت لوفد نظام الأسد احتجاجاً على كلمة عضو وفدِ المعارضة السورية في اللجنة الدستوريّة الدكتور “هيثم رحمة” على نظام الأسد.

وفيما يلي سنضع لكم مقتطفاتٍ من المداخلة التي قالها الدكتور “هيثم رحمة” في اجتماعات اليوم الأخير من الجولة الحاليّة للجنة الدستوريّة السوريّة.

السيد رئيس الجلسة، أودُّ أنْ أقولَ بعض الملاحظات حول ما طُرِح في بعض مُداخلات

الحرب والجرائم البشعة التي ارتُكبت في كلِّ أنحاء سوريا، وما ذكرَه بعضُ الزميلات والزملاء بهذا الخصوص أمرٌ في غاية الأهمية.

الطيران-الصواريخ بعيدةُ ومتوسطة المدى، حِمَمُ البراميل المتفجّرة، صواريخ الغراد المنهمرة كالجراد، الأسلحة التي لم يتعرّفْ عليها العالم إلا في سوريا.

الميليشيات الإيرانية التي أجرمتْ بحقِّ السوريين، حزب الله اللبناني، الميليشيات الطائفية العراقية والأفغانية والباكستانية التي قتلتْ السوريين، وعاثت في الأرض فساداً، في عملية استقواء رسمية بالخارج لا مثيلَ لها في تاريخنا السوري.

وهدّمتْ المدنَ على رؤوس ساكنيها بشكلٍ ممنهج، حتى أجبرتْ أكثرَ من عشرة ملايين مواطنٍ سوري على تركِ مساكنهم، حجمُ دمارٍ هائل بأسلحة الدمار الشامل حدث في بلادنا.

المطالبةُ بالمحاكمة والمساءلة والمحاسبة أمرٌ رائع وبالغُ الأهمية، ونحن معه ١٠٠٪؜، اللاجئون والمعتقلون رجالاً ونساءً وأطفالاً، المغيّبون رجالاً ونساءً وأطفالاً، الأطفالُ والفتيان والشباب من الجنسين الذين فقدوا أطرافَهم وأحبابهم ومعيليهم وأبصارهم وأسماعهم، وأصبحوا بعاهات دائمة عاهاتٍ عضوية وعاهاتٍ نفسية، المهاجرون الذين ماتوا في البحار وفقدوا حيواتهم.

نعم نحن مع المحاسبة لكلِّ الأطراف، محاسبةِ من وظَّف الإرهابيين وربّاهم ودرّبهم وقادَهم، إنّ تقارير المؤسسات الدولية المحترمة مليئةٌ وحافلة بذكْرِ التجاوزات والانتهاكات، قتلَ المعتقلين تعذيباً في السجون، فتحَ الأبواب لتدخّلٍ خارجي لم يكنْ ليحدثَ لولا اعتمادُ أسلوب الحلِّ الأمني والمعادلةِ الصفرية، وانتهاجُ الاستبداد حتى النهاية.

شعب تعرّض للضرب بالأسلحة الكيماوية، نعم نحن نشدُّ على أيدي من يريد محاكمة ومساءلة من فعلَ ذلك من كلِّ الأطراف وللإفادة من تجربتنا، ولنكنْ مثالاً يُحتذى في حلِّ الأزمة والخروجِ من المأساة.

كما ذكر بعضُ الزملاء والزميلات، دعونا نتحدّث عن مضمونٍ دستوري يُؤسس للوئام الوطني ولعدمِ الإفلات من العقاب، حيث أنَّ النص الدستوري المقترح هو: (تعملُ الدولة السورية على تحقيقِ الوئام الوطني بين السوريين وإعادةِ اللحمة للشعب في هويّة وطنية جامعة، مع ضمانٍ ألا يفلتَ أحدٌ من العقاب، من كلِّ الذين انتهكوا حقوق السوريين وامتهنَ كرامتَهم وأزهق حياتهم بأيِّ شكلٍ من الأشكال)، وشكراً لكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى