حملةٌ جديدةٌ في مصرَ ضدَ السوريينَ إثرَ مشادّةٍ كلاميةٍ بينَ سيدةٍ مصريةٍ وصاحبِ مطعمٍ سوريّ (فيديو)

أطلق عددٌ من المصريين حملة جديدة مطالبين بترحيل السوريين من مصر، حيث أنّ بعضَهم اتهمهم بأنّهم ينتمون لجماعة “الإخوان المسلمين”، وبعضُهم الآخر تحدّث عن دورهم في ارتفاع أسعار العقارات وقلّة فرص العمل، وذلك عقب خلاف بين مواطن سوري يمتلك مطعماً في مدينة الإسكندرية شمالي مصر وبين سيدة تمتلك منزلاً أعلى مكان المطعم.

حيث شهدت مواقعُ التواصلِ الاجتماعي في مصر خلال اليومين الماضيين حالة من الجدل بشأن السوريين إثر إغلاق مطعم “عروس دمشق” السوري، حيث بدأت أحداثُ القصة عندما تداول رواد مواقع التواصل فيديو لمشادّة بين صاحب المطعم وسيدة تسكن أعلى المطعم، وتقول إنّها تعاني إزعاجاً متواصلاً بسبب ارتفاع الأصوات ودرجة الحرارة، فضلاً عن مخاوفها من مخاطر استخدام الأفران والغاز في المطعم.

كما هدّدت السيدة المصرية صاحب المطعم السوري باستدعاء الأمن الصناعي، بسبب وجود موقد نيران في الشارع أسفل الشقة، فيما يؤكّد صاحب المطعم أنّ العمال ينظفون الموقد فقط وسيعيدونه إلى مكانه لاحقاً، ومع سخونة النقاش يقول صاحب المطعم للسيدة المصرية: “أريد رجلاً لأتحدث معه”.

كما نشرت السيدة عدّة فيديوهات لوالدتها المسنّة وهي تستغيث بالرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” من رجلٍ سوريٍ يملك مطعماً، بسبب وجود المطبخ خارج المطعم، واستخدامه “بوتاجاز 10 شعلة”، ما تسبّب في ارتفاع درجات الحرارة في محيط المنزل.

وقالت الأم في الفيديو: “فتحنا للسوريين بلدنا، أنا انتخبتك مرة واتنين وأنا أتحرّك على كرسي متحرّك، لا تترك السوريين يخرجونا من منزلنا”، كما نشرت السيدة فيديو آخر، تظهر فيه والدتها وهي تشتبك لفظياً مع صاحب المطعم السوري، في وقتٍ يرفض الأخير الردّ عليها، مطالباً لها بإحضار أحد رجال العائلة للحديث معه.

وعقب نشر الفيديوهات انطلقت حملةٌ على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ “حق السيدة المصرية”، حيث تطالب بمحاسبة صاحب المطعم السوري، ما دفع محافظةَ الإسكندرية لشن حملة مداهمة أسفرت عن تكسير وإغلاق المطعم، تحت زعم عدم توافرِ اشتراطات الأمن الصناعي.

وعلى إثر ذلك قام “صلاح الطحاوي” صاحب المطعم السوري بنشر فيديو على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، يعتذر فيه عن الإساءة للسيدة المصرية، قائلاً: إنّه “يعتذر لكلّ إنسانٍ مصري عما بدرَ منه من إساءة، وإنّه حريصٌ على تقديم الاعتذار الواجب لكلّ مواطن مصري، إذا ظهر منه أيُّ نوع من الإساءة”.

وأوضح “صلاح” خلال مقطع الفيديو أنّ بنات السيدة المسنة هن من أساؤوا إليه، وفي المقابل ردّ عليهن، قائلاً: “أنا أريد رجلاً أتحدث معه”، مبيّناً أنّه حين طلب منها التحدثَ إلى رجل، فإنّه لم يقللْ من قيمة أيِّ امرأة، ولكن وفقاً للعادات والتقاليد العربية، يرغب الرجل في التفاوض مع رجل مثله.

ولفت “صلاح” أنّ “البوتاجاز” الذي أحضره كان لغسله وليس لاستخدامه، مشيراً إلى أنّ تلك الأسرة عرضتّ عليه بيعَ الشقة بثمن غالٍ جداً أكثر من ثمنها الفعلي بـ 4 مرات، مضيفاً بقوله: “مصر شعباً وحكومة رحّبت بالسوريين منذ بدء أزمتنا في 2011، وكانت خيرَ مضيف لهم، ومصر باتت وستكون دائماً بيتهم الأول حتى لو عادوا مرّة أخرى إلى سوريا”.

يشار إلى أنّ عدداً كبيراً من المصريين رفضوا الحملة التي تطالب بترحيل السوريين، ودافعوا عن صاحب المطعم السوري، واعتبروها حملة تستهدف خلْقَ عداءٍ مع العرب. كون السوريون في مصر ينفقون من أموالهم الخاصة ولا يشكّلون عبئاً على الدولة، وتساءل بعضهم عن سرّ الصمت عن مطاعم ومحلات مصرية مشابهة.

كما تداولوا منشوراً منسوباً لسيدة تقول إنها جارة للطرفين، وتؤكد أن السيدة المصرية (صاحبة المشكلة) تحاول بيع الشقة لصاحب المطعم بثمن مبالغ فيه لكنه رفض، وأوضح المنشور أن صاحب المطعم السوري قام بصيانة الشقة للسيدة المصرية في وقت سابق على حسابه، بسبب ما قالت السيدة إنها أضرار نتيجة لأعمال المطعم، كما قام بتركيب مكيفات هواء داخل الشقة على نفقته لمعالجة ارتفاع درجة الحرارة لديهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى