حملةٌ عالميّةٌ للتضامنِ مع “رغيدِ الططري” أقدمِ معتقلٍ سياسي لدى نظامِ الأسدِ

أطلق وائل الططري، ابنُ أقدمِ معتقلٍ سياسي في سجون نظام الأسد “رغيد الططري”، حملةً عالميّةً للتضامن مع والده الذي تحلُّ اليومَ الخميس 24 تشرين الثاني، الذكرى الحادية والأربعون لاعتقاله من قِبل نظامِ الأسد بدون تهمةٍ أو محاكمةٍ حقيقيّة.

واعتقل نظامُ الأسد “رغيد الططري”، الطيارَ في سلاح الجو التابعِ له، لأوّلِ مرّة عام 1980 بسبب رفضِه الانصياعَ لأوامرَ عسكرية بقصف مواقعَ في مدينة حماة، خلال اقتحام النظام للمدينة عقبَ احتجاجات اندلعت فيها.

بعد فترة وجيزةٍ، أفرج نظامُ الأسد عن “الططري”، ثم أعاد اعتقالَه في عام 1981، حين كان ابنُه وائل جنيناً لم يرَ النورَ بعدُ، وقابل رغيدُ ابنه لأوّل مرّة وهو بعمر المراهقة، ليبقى بعدها مصيرُه مجهولاً تماماً للعائلة على مدار 14 عاماً تالية.

يقول وائل في رسالة وجّهها إلى العالم للتضامن مع والده، “كنت أجهّز نفسي لمقابلته، وأحاول تخيّل مدى سوء حالته، ولكن ما إنْ قابلته وبالرغم من أنَّه بدا متعباً، إلا أنَّ عينيه كانتا مفعمتين بالقوة وصوتُه كان واضحاً وحنوناً”.

ويوضّح وائل أنّه منذ ذلك الحين لم يتمكّن من زيارة والده إلا لمرّاتٍ معدودةٍ بسبب نقلِه بين العديد من السجون ومراكزِ الاعتقال عبرَ السنين بما فيها سجنُ صيدنايا سيّئ السمعة، ليفقدَ التواصلَ معه تماماً بعد اندلاع الثورة السورية، واضطرارِ وائل وزوجته للفرار خارج سوريا.

ولفت وائل إلى أنَّ قضية والده مثالٌ حيٌّ عن الظلم الذي يعاني منه آلافُ المعتقلين المختفين قسراً في سجون نظام الأسد، الذي يستخدمُ الاعتقالَ سلاحاً للقمع وسحقِ أيّ شكلٍ من أشكال المعارضة.

وأوضح وائلُ في رسالته، “أريد لأبي أنْ يقضي ما تبقى من عمره حراً، أريده أنْ يعلمَ بأنَّه ليس منسيّاً وبأنَّ هناك أشخاصاً حول العالم يطالبون بحريته وحريةِ كلِّ المعتقلين والمعتقلات في سوريا”.

وبحسب المبادرة التي أطلقها وائل، تحت عنوان “نمشي من أجل رغيد”، فإنَّه سيمشي مع أصدقاء والده ورابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا ممن قضوا معه سنواتٍ في السجن، ودعا عمومَ الناس إلى المشي معهم من أجل حريّة رغيد الططري.

وتقوم فكرةُ الحملة على المشي بهدف الوصول إلى ٧٥ مليون خطوة، وهو رقم تقديري لعددِ الخطوات التي لم يتمكّن رغيدُ من مشيها خلال السنين، التي أمضاها في المعتقل، ويمكنُ المشاركةُ بسهولة في الحملة، بدءاً من التعهد بالمشي عبرَ الموقع الالكتروني، ثم اختيارِ يوم في هذا الأسبوع للخروج للمشي. 

كما تدعو الحملةُ إلى التقاط صورٍ أثناءَ نشاطِ المشي، ومشاركتِها على مواقع التواصل الاجتماعي، مع هاشتاغ ( #نمشيمنأجل_رغيد )، للمطالبة بالحرية لرغيد ولعشرات الآلاف من المعتقلين والمغيّبين قسراً على يدِ نظام الأسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى