حملةُ بشارِ الأسدِ الانتخابيّةُ توضّحُ شكلَ خريطةِ “سوريا الجديدةِ”

دخل “أثرياءُ الحرب” في سوريا، بسباق لإعلان دعمِ رأس النظام بشار الأسد، في الانتخابات الرئاسيّة المزمع إجراؤها بمناطق سيطرة النظام في 26 من الشهر الحالي.

وامتلأت الشوارع والساحات والحواجز في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، بصور الأسد الممهورة بأسماء مقدمي الصورِ واللافتات، من أثرياء حرب وقبائل وعشائر وعائلات أثرَتْ وظهرت خلال الحرب.

وبحسب صحيفة “الشرق الأوسط”، اليوم الخميس 20 أيار، نقلت عن مصادر قولها إنَّ “قراءة لأسماء داعمي الحملة الانتخابية للأسد توضح الخريطة الجديدة لسوريا بعدَ الحرب، فمعظمهم قادة ميليشيات وأثرياء حرب وعائلات صعدت خلال الحرب، وفي المقابل انحسر حضور الشركات الخاصة التي سبق أنْ دعمت الأسد في الولايتين الثانية والثالثة”.

في دمشق، لفتت الانتباه اللافتات والصور التي قدَّمتها “عشائر بني خالد”، وفي ريف حمص قبيلة النعيم وآل الناصر وآل جعفر وآل نصور، وغيرهم ممن يتزعّمون مناطقهم أثرياء حرب.

وفي حماة، كانت اللوحات والصور الأكبر والأكثر كثافة منهم الحاج أبو الخير، الذي يتداول اسمه في محافظة حماة كأحد القادرين، مقابل دفع المعلوم، ومؤخّراً أولمَ في الملعب البلدي بحماة لأكثر من 1300 شخصٍ بتكلفة وصلت إلى نحو مليار ليرة سورية، بحسب الصحيفة.

أما في حلب والساحل، فقد كان الحضور الأقوى خلال الأيام القليلة الماضية للفرقة 25 للمهام الخاصة، فوج طه، وفوج حيدر وغيرها، وفرقة الصاعقة وأمراء حرب وقادة ميليشيات رديفة.

وفي مقابل ذلك انحسر حضور الشركات الخاصة التي سبق ودعمت الأسد، أبرزها شركتا الاتصالات “سيرتيل” و”إم تي إن” وشركات رجل الأعمال محمد حمشو وجميع الشركات التي ظهرت مع تسلّم الأسد السلطة عام 2000، مشدّدة على أنَّ ذلك يؤكّد أنَّ هناك تحوّلات في سوريا.

وبيّنت المصادر أنَّ “الحملة الانتخابية تشير إلى توازنات اقتصاد الظل الجديدة التي يقوم عليها النظام في المرحلة الحالية، التي تنتظم بقوة دفع الكسب غير المشروع، بعدَ أنْ كانت تقوم على شركات خدمية مرخّص لها”.

واعتبرت أنَّ “تنافس أثرياء الحرب وزعماء المناطق على إظهار الدعم والولاء هو في حقيقته ترسيخ لزعامتهم على مناطقهم، خاصة أنَّ بعضهم أصبح من أهل الحلِّ والربط، بمعنى تقاضي إتاوات لحلِّ النزاعات بين أصحاب المصالح والسلطات والأجهزة الأمنيّة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى