خاص || بعد شهرين من المعاركِ المتواصلةِ.. هكذا سيطرت قواتُ الأسدِ على بضعةِ كيلومترات من شمالي حماةَ (صور+فيديو)

تمكّنت قوات الأسد وميليشياتها وبدعمٍ من الاحتلال الروسي من استعادة سيطرتِها على قريتي “تل ملح” و”الجبين” بريف حماة الشمالي، وذلك بعد حملةِ قصفٍ جوي شرسة ومكثفة استمرت لعدّة ساعات متواصلة، واتباع سياسة الأرض المحروقة في تدميرهما.

حيث أنّ مقاتلي الفصائل الثورية انحازوا من الموقعين اللذين كانا قد تمكّنا من تحريرهما بتاريخ 6 حزيران الماضي، بعد إطلاقهم معركةَ “الفتح المبين”، وذلك بسبب شدّة القصف عليهما، متّخذين وضعية دفاعية في الخطوط الخلفية منهما.

يذكر أنّ عملية استعادةِ قوات الأسد السيطرة على “تل ملح” و”الجبين” تمّت بعد عشراتِ المحاولات التي قامت بها قواتُ الأسد والميليشياتُ المرتبطة بالاحتلال الروسي على مساحة لا تتجاوز 4 كم ولمدة شهرين متواصلين من القصف المدفعي والصاروخي والجوي بالتزامن مع محاولاتِ التقدّم البريّ على الأرض.

وصرّح مصدرٌ عسكري في “الجبهة الوطنية للتحرير” لشبكة المحرّر الإعلامية بأنّ “قواتِ الأسد والاحتلالَ الروسي قامت مع غروب شمس يوم أمس الأحد باستهداف قرية الجبين شمالي حماة بالبراميل المتفجرة وبأكثرَ من 30 برميلاً وذلك خلال نصف ساعة فقط، وبعدها قامت بالتمهيد بكافة الوسائط النارية، ولكنها لم تستطع التقدّم باتجاه الجبين”.

ويضيف المصدر العسكري بقوله: “وعقب ذلك قامت قوات الأسد بالالتفاف على قرية تل ملح، وتمّت السيطرة عليها بعد اشتباكات وقصف عنيف ضد مقاتلي الفصائلِ المرابطة هناك، ولكن مقاتلي الفصائل قاموا بتجميع قواهم وأعادوا الإغارة مرّتين متتاليتين لاستعادة السيطرة على القرية، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل”.

ويكمل المصدر العسكري حديثه بالقول: “وبعد ذلك توجّهت قواتُ الأسد إلى مدرسه الضهرة وقطعت الطريق بين الجبين ومدرسه الضهرة، مما اضطر مقاتلي الفصائل المرابطين في مدرسةِ الضهرة للانسحاب، وبالتالي سقطت قرية الجبين نارياً، حيث لم تقم قوات الأسد باقتحام الجبين، لأنّها تعلم أنّها سقطت، ولم يعد لها أيُّ طريقِ إمداد وإخلاء، مما دفع غرفة عمليات معركة الفتح المبين إلى التعميم على مقاتليها بالانسحاب من الجبين والعودة للخط الخلفي الدفاعي”.

وبدورها أعلنت “الجبهةُ الوطنية للتحرير” ضمن معركة “الفتح المبين” عن استهدافها لتجمعات قواتِ الأسد وميليشيات الاحتلال الروسي التي تقدمت على محاور “تل ملح” و”الجبين” براجمات الصواريخ والمدفعية، وذلك عبر عدّة جولاتٍ صاروخية طالت مواقع ومعسكرات عديدة للحليفين.

يشار إلى أنّ قوات الأسد وميليشيات الاحتلال الروسي كانتا قد تعرضتا لخسائرَ بشرية وعسكرية فادحة منذ بدء حملتها العسكرية الأخيرة على منطقة ريفي حماة وإدلب، حيث دمّرت فصائل الثورة السورية حوالي 130 آلية عسكرية (تتراوح بين دبابة ومدفع ورشاش) لقوات الأسد.

فيما بلغ عددُ الأسرى خلال تلك المعارك ٧ عناصر من قوات الأسد، كما وتمّ توثيقُ وإحصاءُ مقتل أكثر من ألف قتيل لقوات الأسد، بينهم أكثر من 150 ضابطاً برتب مختلفة، فيما قُدّر عددُ جرحى عناصر قوات الأسد بحوالي ألفي جريحٍ.

وكانت فصائلُ الثورة السورية قد كذّبت مساء أمس الأحد الإشاعات التي يروّج لها نظام الأسد بالسيطرة على قرية “تل ملح” بريف حماة الشمالي.

حيث تداولت صفحات ومواقع إخبارية موالية لنظام الأسد أخباراً وتسجيلات مصوّرة على وسائل التواصل الاجتماعي حول استعادة قوات الأسد السيطرة على قرية “تل ملح” بريف حماة الشمالي، بعد اشتباكات عنيفة مع فصائلِ الثورة المتمركزةِ فيها، قبل أن تتمكّنَ من السيطرة بشكلٍ كامل على القرية.

كما قامت مواقع إعلامية موالية للاحتلال الروسي ليلة الأمس بنشرِ فيديوهات وصورٍ على أنّها من معارك قرية “تل ملح” بريف حماة الشمالي، والتي تدور بين الميليشيات المرتبطة بالاحتلال الروسي من جهةٍ، والفصائل الثورية من جهةٍ أخرى.

حيث نشرت تلك المواقعُ شريطاً مصوراً على أنّه تمهيدٌ بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة على قرية “تل ملح”، حيث يظهر آلافُ الطلقاتِ النارية في الهواء والتي تخرج من الأسلحة بشكلٍ كثيف.

وبالعودة إلى مصدرِ الفيديو ذلك، اتّضح أنّه اشتباكات تعود لعام 2014 بين ميليشيات الحوثيين والجيش اليمني في العاصمةِ اليمينية صنعاءَ.

يُذكر أنّ الاحتلالَ الروسي وقواتِ الأسد يتبعان أسلوبَ التضليل ونشرِ الأكاذيب حول معاركِ شمال سوريا، لرفع معنويات ميليشياتها التي تحطّمت بعد مقتلِ الآلاف منهم على أسوارِ ريفَيْ اللاذقية وحماة الشماليين، وإصابة آلاف آخرين بجروحٍ وعاهاتٍ.

وتشهد المناطق المحررة بريف حماة وإدلب قصفاً جوياً مكثفاً من الطيران الحربي والمروحي التابعان لقوات الأسد وبمشاركة من طيران الاحتلال الروسي الحربي، وذلك تمهيداً لمحاولات اقتحام جديدة من عدة محاور، كانت قد بدأتها صباح يوم أمس الأحد على محور “الكبينة” بريف اللاذقية الشمالي، لتتكبد خسائر فادحة وتفشل مجدداً في التقدم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى