خبر رحيل أيقونة الثورة السورية “الساروت” يغزو وسائل التواصل.. هكذا نعاه السوريون والعرب والأجانب
نعى العديد من السياسيين والناشطين والكتّاب والفنانين السوريين والعرب والعالميين، إضافةً إلى مئات الآلاف من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس السبت الشهيد السوري الثائر “عبد الباسط الساروت”، والذي كان قد استشهد صباح نفس اليوم متأثراً بجراحه التي أصيب بها أثناء معارك ريف حماة الشمالي.
كما نشر ناشطون تسجيلاً مصوّراً اليوم الأحد يظهر فيه بدء توافد الآلاف من اللاجئين السوريين إلى مدينة الريحانية التركية المقابلة لمحافظة إدلب، من أجل الصلاة عليه ونقل جثمانه إلى معبر باب الهوى لتشييعه في الداخل السوري، حيث سيتم فتح عزاء لـ “الساروت” في كلّ من مدينة الريحانية التركية وفي الداخل السوري.
وكانت قد نظّمت منظمة “لجنة التضامن مع سوريا” يوم أمس السبت وقفة تضامنية لعدد من اللاجئين السوريين والأوروبيين في العاصمة الإسبانية مدريد مع المدنيين في إدلب، وما تتعرض له من حملة قصف ممنهج من قبل قوات الأسد والميليشيات الموالية لها، ومشيدين بمسيرة الشهيد الثائر “عبد الباسط الساروت”.
كما نظّم نشطاء وفعاليات مدنية في مناطق متفرقة من الشمال السوري وقفات صامتة لتأدية صلاة الغائب على الشهيد “عبد الباسط الساروت”، حيث أنّ عدداً من أهالي مدينة إدلب ومدن الباب وإعزاز بريف حلب أقاموا وقفات صامتة، كما قاموا بتأدية صلاة الغائب على بلبل الثورة “الساروت”.
ومن جانبه، نعى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية البطل والثائر الحرْ “عبد الباسط الساروت” الذي استشهد جرّاء إصابته خلال معارك جبهات ريف حماة.
كما قال رئيس هيئة التفاوض السورية “نصر الحريري”: “فقدت الثورة السورية اليوم رمزاً وقائداً ومقاتلاً وبلبلاً منشداً، ما عرفناه يوماً إلا في صفوف الشجعان، مؤمناً بحرية بلده وحقّه في العيش بكرامة، انتظر طويلاً واليوم قضى نحبه ملتحقاً بخمسة إخوة ووالدهم في ركب الشهداء، تقبله الله”.
وفي مدينة بنش بريف إدلب، تفاعل الرسام “عزيز الأسمر” بطريقة مختلفة مع رحيل “الساروت”، وقام برسم لوحة فنية جدارية على إحدى جدران المدينة، وكتب إلى جانب صورة “الساروت” وخلفه علم الثورة السورية: “حارس الثورة شهيداً.. أفلح الوجه أبو جعفر”.
وكتب الفنان المعارض “فارس الحلو” على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك: “قلبي يبكي الساروت الجميل، ذلك الذي أنجبته الثورة البريئة، فطاله الأذى من القريب والبعيد، الرحمة والسلام لروحك”.
فيما نعى الفنان المعارض “مازن الناطور” الشهيد “الساروت” بقوله عبر صفحته الشخصية: “الرحمة والسلام، والمجد والخلود لروحك الطاهرة”.
وقال الممثل المعارض “عبد الحكيم قطيفان” عبر صفحته “صباح الحرية وحزن القلب العميق يا فدوى، اجاكي توأمك بالأمل والحلم الغالي، اجاكي الذي يشرف وطناً كاملاً، وداعاً يا عبد الباسط يا أجمل وأشجع وأنبل وأعظم الرجال، لكما أبدية المجد والفخار لروحيكما”.
كما كتبت الكاتبة والصحافية السورية “غالية قباني”: “رحل عبد الباسط الساروت، نموذج المواطن الذي يحوّله نظام استبدادي من حارس مرمى في نادي الكرامة إلى منشد في تظاهرات حمص 2011 السلمية، إلى مقاتل رفع السلاح في وجه القتل الممنهج من قصف وغارات، الرحمة على روحك يا ابن سوريا”.
أما وسائل الإعلام والصحافة العالمية فقد كان لها نصيب من نعوة “عبد الباسط الساروت”، حيث كتبت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عنوان خبرها عن “الساروت”: “نجم كرة القدم السوري، رمز الثورة، يموت بعد المعركة”.
أما موقع “ميدل إيست آي” فقد قال في عنوانه: “مقتل لاعب كرة القدم والمغني المعارض عبد الباسط الساروت في شمال سوريا، حارس المرمى الذي لعب دور البطولة في فيلم وثائقي حائز على جوائز، توفي متأثّراً بجراحٍ أصيب بها أثناء قتال القوات الموالية لحكومة الأسد شمال سوريا”.
كما وصفت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” بالنسخة الإنجليزية “الساروت” بـ “رمز الإنتفاضة”، وقالت: “بشعره الطويل، وصوته الذي اعتاد أن يغنيَ في مدح الثورة، أصبح السيد الساروت، رمزاً لتلك المرحلة السلمية الأولى من الإنتفاضة”.
وفي فرنسا قالت صحيفة “لوموند” الشهيرة: “لقد أصبح بطلاً للرواية الأكثر شعبية من خلال أغانيه عن الاحتجاج، الساروت أصبح قائداً للثورة، وحاز الفيلم الذي يستعيد سيرته المهنية على جائزة التحكيم الكبرى في مهرجان صندانس السينمائي في الولايات المتحدة”.
بينما عنونت وكالة “يورو نيوز” بنسختها العربية حول الخبر: “مقتل حارس مرمى الثورة السورية وبلبلها عبد الباسط الساروت في معارك ريف حماة”.
كما وغزت صور وتسجيلات مصوّرة للشهيد البطل “عبد الباسط الساروت” مواقع التواصل الاجتماعي العربية والعالمية بعد دقائق من انتشار خبر مفارقته للحياة، حيث أعاد مئات الآلاف من محبين “الساروت” تداول الصور والأناشيد الثورية التي كان يصدح بها.
ويعتبر “الساروت” من أيقونات الحراك السلمي منذ بداية الثورة السورية، حيث كان قد قاد التظاهرات السلمية في حي البياضة الذي نشأ فيه بمدينة حمص، وانتقل إلى أحياء أخرى وشارك في ثورتها في حيي بابا عمرو والخالدية، وأنشد العديد من الأناشيد الثورية حتى أطلق عليه السوريين لقب “بلبل الثورة”.
وكان “الساروت” قد خرج مع المهجّرين من حصار حمص القديمة إلى ريف حمص الشمالي عام 2014، ومن ثم هُجّر مرة ثانية إلى مدينة إدلب في بداية عام 2016، من ثم أسس كتيبة عسكرية جديدة بهدف إكمال مسيرته الثورية في إسقاط نظام “بشار الأسد”.