خبيرٌ عسكريٌّ إسرائيليٌّ يتحدّثُ عن الخطرِ المتواجدِ في أسلحةِ حزبِ اللهِ

صرَّح خبيرٌ عسكري إسرائيلي أنَّ “الخطر الاستراتيجي الكبير على إسرائيل ليس في سوريا، بل في مخازن الصواريخ التابعة لحزب الله، بالرغم أنَّ إسرائيل تمتنع حتى الآن عن التعامل معها، ومع مرور الوقت نقتربُ من الخط الأحمر”.

وأكّد آلون بن دافيد على وثيق الصلة بجنرالات الجيش، في مقاله بصحيفة “معاريف”، أنَّ “إسرائيل تستغلُّ الأيام الأخيرة لترامب وبومبيو لتهزمَ الإيرانيين في سوريا، بجانب القلق المفهوم الذي تثيره نيّةُ بايدن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وهناك من يرى أنّها فرصة لإجلاء الإيرانيين من سوريا في صفقة شاملة، لكنَّ الخطر الاستراتيجي الكبير الذي يواجهنا ليس في سوريا، بل في لبنان، وإسرائيلُ تمتنعُ حالياً عن مواجهته”.

كما زعم أنَّ “التقديرات الإسرائيلية تتحدّث عن أنَّ الحزب تمكّنَ حتى الآن من تجميع عدّة مئات من الصواريخ الدقيقة متوسطة وطويلة المدى، ولا يبدو أنَّ لديها القدرة الكاملة على إنتاج هذه الصواريخ، لكنّها تواصل جهودَها لتحويلها إلى صواريخ دقيقة باستخدام أطقم إيرانية تزوّدٌ رؤوسها بقدرات التحكّمِ والملاحة، ويمكن تهريبُ هذه المجموعات في حقائب يدوية، ويقدّر أنَّ هناك حاليًا عدّةَ مواقع في لبنان يتمُّ فيها تجميع صواريخ دقيقة”.

وأكّد أنَّ “إحجامَ إسرائيل عن التصرّف علانيةً ضدَّ هذه المواقع مفهومٌ، فمنذ 2012، أقيمت معادلة الردع، وبموجبها سيردُّ الحزبُ بالنار على أيِّ هجوم إسرائيلي على لبنان، وقد يؤدّي تبادلُ الضربات بسرعة إلى مواجهة شاملة، رغم أنَّ الجانبين غيرُ مهتمّين بها، والسؤال الإسرائيلي المطروح: هل من أجل إحباط مئات من الصواريخ الدقيقة، نعرّضُ مدنَنا لهجوم بعشرات آلاف الصواريخ غيرِ الدقيقة التي ستلحق الخراب والأضرار”.

وحول الحروب العربية الإسرائيلية، صرّح بن دافيد أنَّ “الهجمات الإسرائيلية المتكرّرة في سوريا عطّلت محورَ الإمداد البري والجوي الإيراني لحزب الله، لكنَّها لم تحبطْ جهوده لإنشاء قدرةٍ مستقلّةٍ لإنتاج الصواريخ الدقيقة في لبنان، ففي 2019 هاجمت مسيراتٌ انتحارية مكونًا لإنتاج وقود الصواريخ هناك، وكشف رئيسُ الوزراء بنيامين نتنياهو مرّتين عن المواقع التي يحاول الحزب إنتاجَ صواريخ فيها، لكن هذا لم يضعفْه”.

واستنأنف بن دافيد قوله بأنَّ “هذا التعريف لم يترجمْ بعدُ إلى خطة عملية من شأنها كبحُ مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله، رغم تفاخر الجيش بالتغطية الاستخباراتية داخل لبنان، لكنَّه تقليدياً امتنع عن خوض الحرب لمنعِ اشتداد الحزب، أو كما قال مائير داغان رئيس الموساد الراحل: “لا تذهبْ للحرب إلا عندما يكون السيفُ على رقبتك، وقد بدأت بالفعل في قطع اللحم”، لكنّنا وصلنا إلى مستوى أصبح فيه التهديدُ لا يطاق”.

وأكّد أنًّ “الإجابة الإسرائيلية السهلة والمريحة أنَّ هذا التهديد لم يعدْ رهيبًا بعدُ، وأنَّ وسائلنا الدفاعية يمكن تحسينُها في مواجهة مثل هذه الكمية من الصواريخ، ولا أحدٌ يريد تجربة حرب لبنان الثالثة، لكنَّ السؤال هو إلى متى يكون هناك 1000 صاروخٍ دقيق في لبنان، وألفان وثلاثة، رغمَ أنَّ الجيش الإسرائيلي عرّف التهديد الصاروخي الدقيق من لبنان بأنَّه تهديدٌ استراتيجي لإسرائيل، وبات من أدبياتها الاستراتيجية”.

اختتم بن دافيد قوله أنًّه “في السنوات التي أعقبت الانسحاب من لبنان، راقب الجيشُ الإسرائيلي تسارعً حزب الله بالتزوّد بالصواريخ، لديه اليوم 70 ألفاُ منها، ولكن لمواجهة ما يتمٌّ إنشاؤه في لبنان، هناك حاجةِ لقيادة إسرائيلية مسؤولة وسياسية وعسكرية لتحديد الخطٍ الأحمر الذي سيتطلّب منها التحركٌ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى