خبير عسكري معارض يفنّد الخلافات الجذرية التركية الروسية حول منطقة إدلب

أشار الخبير العسكري والعميد المنشق “أحمد رحال” إلى أنّ التصعيد والقصف المستمر من قبل الاحتلال الروسي وقوات الأسد على أرياف إدلب وحماة هو بسبب تضارب مصالح كلٍ من تركيا وروسيا حول منطقة شمال غرب سوريا وبشكلٍ جذري، لافتاً إلى أنّ الأمور ذاهبة للتصعيد بشكلٍ أكبر، وفق رأيه.

حيث يرى “أحمد رحال” أنّه “ومنذ اتفاق سوتشي في 17 أيلول 2018، كانت الأطراف غير قادرة بالأصل على تنفيذه على أرض الواقع، فلم تكن تركيا قادرة على إزالة تحرير الشام وأخواتها، ولا الروس لديهم النية على إيقاف التوغل الإيراني وجيش الأسد في ريفي حماة وإدلب وإيقاف خروقاتهم”.

وحول الاجتماعات الثنائية بين رئيس الاحتلال الروسي “فلاديمير بوتين” ونظيره التركي “رجب طيب أردوغان”، ودورها في تخفيف حدّة التصعيد، يقول “أحمد رحال”: إنّ “الاجتماعات بين الرئيسين كانت ترقع اتفاق سوتشي الذي ولد مبتوراً بالأصل، وكانت تعطيه جرعة إنعاش، وكانت ردّة الاجتماعات تنعكس مباشرة على أرض الواقع، وخاصةً بعد اجتماعهما الأخير في 8 نيسان، كان هناك قصف على المناطق المحرّرة بشكل فوري”.

ووفقاً لـ “أحمد رحال” فإنّ الخلاف الجذري بين أنقرة وموسكو تجسّد خلال الجولة الأخيرة من محادثات أستانا وبعدها، إذ ازداد القصف والغارات على المدنيين، وأوضح “رحال” بأنّ هناك أربع نقاط بين روسيا وتركيا غير قابلة للحل.

حيث أنّ النقطة الأولى هي الدوريات المشتركة بين روسيا وتركيا، فالداخل السوري لا يقبل بالدوريات المشتركة، أما النقطة الثانية فهي الطرق الدولية، إذ لا يمكن فتح الطرق الدولية ووضعها تحت سلطة إيران ونظام الأسد، فالجيش الحرّ لا يقبل والأهالي لا يقبلون.

أما النقطة الثالثة فهي مرتبطة بتفكيك “هيئة تحرير الشام” وأخواتها، فتركيا إما أن تدخل بحرب طاحنة مع الهيئة وبالتالي المزيد من الضحايا المدنيين، أو أنّها ستظل تتهم بدعمها للإرهاب.

بينما النقطة الرابعة، وهي أصل الخلاف الجذري، والتي لا تفصح عنها روسيا وتعلمها تركيا جيداً، ألا وهو التقارب التركي الأمريكي شرق الفرات، والذي كان قد أكّده وزير الدفاع التركي، بقوله إنّ واشنطن تبدي مرونة كبيرة لإنشاء المنطقة الآمنة في شرق الفرات السورية.

كما ووضّح “أحمد رحال” حول التقارب الأمريكي التركي في منطقة شرق الفرات بقوله: “إنّه أمرٌ مزعج لروسيا، لأنّ أحد بنود الاتفاق الأمريكي التركي حول شرق الفرات هو عدم السماح لنظام الأسد وللميليشيات الإيرانية وحتى لروسيا من دخول مناطق شرق الفرات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى