خطط جديدة لنظام الأسد من أجل الاستيلاء على منازل وأراضي المدنيين في مناطق المصالحات
نشبت حرائق جديدة في الأراضي الزراعية في محيط الغوطة الشرقية بريف دمشق، والتي تسبّبت بأضرار مادية كبيرة بالمحاصيل والأشجار، الحرائق التي افتعلتها مخابرات الأسد، في محاولةٍ منها لإجبار أصحابها على بيعها.
حيث أكّّدت مصادر محلية على نشوب حرائق كبيرة في البساتين المطلّة على أوتوستراد حمص دمشق الدولي وبساتين منطقة كرم الرصاص وتلك البساتين الفاصلة بين مدينتي حرستا ودوما، إضافةً إلى البساتين القريبة من إدارة المركبات ومحيط الفوج 41، وقد كان آخرها ليلة السبت الفائت، مشيرةً إلى أنّها تحوي عشرات الآلاف من أشجار الزيتون التي يصل عمر بعضها إلى مئات السنين.
كما أضافت المصادر بأنّ سيارات الإطفاء التابعة لحكومة الأسد كانت تتعمد التأخر في كلّ مرّة يحصل فيها حريق، حيث تصل بعد خمس ساعات، مع استحالة إخماد الحرائق من قِبَل المدنيين بسبب ضخامتها، لتلتهم النيران مئات الأشجار والمحاصيل الزراعية.
يذكر أنّ قوات الأسد كانت قد قامت بالتضييق على الفلاحين الذين يعملون بأراضيهم من خلال منعهم من العمل فيها بحجج واهية، ووفقاً للمصادر فإنّ الهدف من تلك الحرائق هو تفريغ المناطق الزراعية وإجبار الأهالي على بيعها لأشخاص محسوبين على نظام الأسد بأسعارٍ قليلة.
وكان قد برّر مسؤولو نظام الأسد أنّ الحرائق هي بسبب اشتعال الأعشاب المتيبّسة في الأراضي الزراعية، ونبهت الفلاحين للاهتمام بأراضيهم وحراثتها لكي لا تتكرر الحرائق، بحسب ادعائها.
يشار إلى وجود بعض السماسرة والشخصيات التابعة للنظام، والذين قاموا في الآونة الأخيرة بعروض شراء للأراضي في منطقة الغوطة الشرقية وخصوصاً الأراضي الخصبة والقريبة من المقار العسكرية لقوات الأسد، ولكن كان هناك حالة رفض شعبي واسع من قبل الأهالي من أجل بيع أراضيهم.
حيث جاء تزامن هذه الحرائق مع بدء حصاد المواسم الزراعية، وكأنّه رسالة من قبل هؤلاء المسؤولين للأهالي من أجل تسهيل بيع أراضيهم وبأسعار زهيدة، وإذا لم يكن هناك قبول من قبل المزارعين فإنّه بالتأكيد ستتوالى الحرائق من أجل أن تصبح تلك المنطقة أرضاً جرداء غير قابلة للزراعة.
الجدير بالذكر أنّ نظام الأسد يتّبع خطة جديدة في ريف دمشق، والتي تشمل عدّة جوانب منها ما يتمثل بعملية التدمير الممنهج للمناطق ذات الكثافة السكانية، من أجل إزالة أنقاض أحياء بكاملها، والسيطرة على عقارات بحجّة وجود مخطّط تنظيمي جديد كما حصل في منطقة مخيم اليرموك، في حين اعتمد سياسة شراء العقارات بأسعار زهيدة من قبل المهجّرين في السيدة زينب بريف دمشق.
حيث أنّ خطة نظام الأسد الحالية بافتعال الحرائق في الأراضي الزراعية، والتي تمثّل عصب الحياة في مناطق المصالحات بريف دمشق، وهي اعتماده الأول على كسب أرزاقهم، وخصوصاً في مناطق الغوطة الشرقية، والتي تشتهر بالخضروات والفواكه ومعامل تصديرها إلى الخارج”.