دراسةٌ أمريكيةٌ: إسرائيلُ ستزيدُ من ضرباتِها الجويّةِ في سوريا

رجّحت دراسة للمعهد الأطلسي الأميركي نشرت أمس الخميس، أنْ تزيدَ إسرائيل هجماتها في سورية خلال الفترة المقبلة لاستهداف منظومة الدفاع الجوي الإيرانيّة التي ستسلّم إلى دمشق قريبًا.

وأضاف التقرير، الذي أعدّه أستاذ الحكم والسياسة في جامعة جورج ميسون، مارك كاتس، أنّه من غيرِ المتوقّع أنْ تسمحَ الحكومة الإسرائيليّة لإيران ونظام الأسد بنصب منظومتيهما الخاصّة للدفاع الجوي.

وحتى الآن، روسيا هي المزوّد الأساسي لمنظومات الدفاع الجوي في سورية، والقوات الروسية هي الوحيدة القادرة على تفعيل منظومات الدفاع الجويّ في القواعد العسكريّة، بحسب المعهد، الذي أضاف أنّ محاولات نظام الأسد لاعتراض الصواريخ الإسرائيليّة أو الهجوم على الطائرات الإسرائيليّة “فشلت في معظمها”، وزعمَ المعهد أنّ الصواريخ التي زوّدت روسيا بها نظام الأسد “قديمة جدًا، ولا تلائم السلاح الإسرائيلي المتقدّم”.

ورغم أنّ روسيا زوّدت نظام الأسد بمنظومات صواريخ متقدّمة، إلا أنّ المعهد يرجّح أنّها بقيت تحت التحكّم الروسي ولا تزال غيرَ عمليّاتيّة.

وأضاف التقرير أنّ التوقيع على الاتفاقيّة العسكريّة بين إيران ونظام الأسد سيؤدّي كذلك إلى تصاعد التوتّرات بين إيران وروسيا حول سورية.

وعدّد التقرير “مزايا إيجابيّة” لاحتكار موسكو الدفاع الجوي في سورية، منها “ضبط النفس” الإسرائيلي في سورية، رغمَ التنسيق العسكري بين إسرائيل وروسيا، خشيةَ من وقوع أخطاء تقود إلى أنْ تسلّم الأخيرة أسلحة أكثر تطورًا لنظام الأسد، مثلما حدثَ بعدَ إسقاط إسرائيل طائرة روسية قبالة اللاذقيّة عام 2018، كما ترغب إسرائيل بتجنّب أنْ تستهدفها روسيا بشكلٍ مباشر.

وبحسب التقرير، رغم احتمال غضب نظام الأسد وإيران من روسيا لعدم السماح لهما بالعمل أكثر لإحباط الهجمات الإسرائيليّة، إلا أنّهما ما زالا يعتمدان على سلاح الجو الروسي لإدارة معاركهما ضدّ “أعداء الأسد الكثر”، “خصوصاً عندما كانت نجاة نظام الأسد موضع شكّ، لم تكن إيران وسورية في وضع يسمح لهما بنقاش هذا الموضوع مع موسكو”.

ويستنتج التقرير أنّه “بينما رأى بعض المراقبين أنّ تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأخيرة عن سحبِ قوات روسية من سورية تهدف إلى تهدئة الرأي العام الروسي، إلا أنّها تهدف أيضًا إلى ضمان امتثال سورية وإيران بعدم استفزاز إسرائيل لانخراط أكبرَ” في سورية.

وأدّى التقاعس الروسي، وفْق التقرير، إلى “كبح إسرائيل” من جهة، و”كبح إيران وسورية” من جهة أخرى، خشيةَ من أنْ تميلَ موسكو إلى الطرف المقابل. لكنّ الوضع الآن اختلف، مع عدم قدرة معارضي الأسد على تهديد وجوده، حيث من المستبعد أنْ يلتزم الطرفان بالدعوات الروسيّة لضبط النفس.

وخلص التقرير إلى أنّه “إنْ اشتدّت حدّة الصراع الإسرائيلي – الإيراني في سورية، فإنّ الولايات المتحدة، أيًا كان رئيسها، ستدعم إسرائيل بلا شكّ، ما سيمكن إسرائيل من أنْ تكون أقلّ حذرًا مما تريده روسيا” وهو ما سيؤدّي إلى خيارين لموسكو في سورية “إما الوقوف إلى جانب إيران أكثر، وتحويل الصراع في سورية إلى أميركي – إيراني” وهو ما يقدّر التقرير أنّ روسيا والولايات المتحدة لا ترغبان به، أو الخيار الآخر وهو “الوقوف جانبًا، والمخاطرة بازدياد النفوذ الإيراني في سورية على حساب النفوذ الروسي”.

واستنتج التقرير أنّه في كلتي الحالتين ستؤدّي الاتفاقية المبرمة بين إيران ونظام الأسد إلى تحول الصراع إلى إسرائيلي إيراني، ما يحدّ من قدرة روسيا على السيّطرة على ما يجري في سورية، وهو ما “عرفته أميركا بعد التدخّل الروسي في سورية عام 2015”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى