دراسةٌ: توافُقاتٌ أمريكيةٌ تركيةٌ فيما يتعلّقُ بملفِّ شمالِ وشرقِ سوريا

اعتبر مركز جسور للدراسات أنَّ الزيارة الأخيرة لرأس النظام إلى موسكو ترتبط بتغيّرات حثيثة تجري في سوريا والمنطقة.

ويقول المركز في ورقة رصدت هذه الزيارة، “يبدو أنَّ هناك توافُقات أمريكية تركية على نحو متزايد فيما يتعلّق بملفّ الشمال والشمال الشرقي، وهي توافُقات تثيرُ انزعاج الطرف الروسي.

ويشير إلى أنّ ذلك انعكس في التصعيد الأخير الذي شهدته مناطق المعارضة في الشمال، بما في ذلك قصف روسي على عفرين، للمرّة الأولى منذ خروجها عن سيطرة ميليشيات “قسد”.

ويرى أنَّ الجميع في مرحلة إعادة ترتيب الأوراق والأولويات، والاستعداد لتغيير خريطة التحالُفات التي عرفتها المنطقة خلال السنوات السابقة.

ولفت إلى أنَ إشارة بوتين إلى نسبة سيطرة قوات الأسد على الأرض السورية، والتي قال بأنّها 90%، غير دقيقة وهي في الواقع لا تتجاوز 64%.

وهذه النسبة تعكس عملياً مناطق سيطرة النظام بالإضافة إلى مناطق شرقِ الفرات التي تُسيطر عليها ميليشيا “قسد” برعاية أمريكية.

ويعتقد المركز أنَّ بوتين يوجِّه رسالة إلى الولايات المتحدة، ومنها إلى تركيا، بأنَّ هذه الأرض هي من حصة روسيا، وأنَّ أيّ توافُقات أمريكية بخصوصها مع أيّ طرف آخر غير روسيا هي توافُقات مرفوضة من قِبل موسكو.

ولفت إلى الجهد الروسي لإيجاد توافقٍ بين نظام الأسد وقيادة الإدارة الذاتية، وربّما يكون استدعاء الأسد مرتبطاً بالضغط عليه للالتزام بهذه التوافُقات، بالشكلِ الذي ينقل “قسد” إلى مظلّة قوات الأسد، وهو ما يُحقق عندها نسبة السيطرة التي ذكرَها بوتين.

ويشير المركز إلى أنَّ الترتيبات الروسية تواجه رفضاً إيرانيّاً، ورفضاً من النظام بطبيعة الحال، ولذا فإنّ روسيا تتوقّع أنْ يمارس النظام مقاومةً تجاهها بكلِّ الطرقِ الممكنة له.

وبحسب المركز، فإنَّ روسيا قد وصلت إلى قناعة بأنَّ النظام نفسه أصبح عقبةً أمام تحقيق التصوّرات الروسية للحلّ، ولذا فإنَّ استدعاء الأسد إلى موسكو للمرة الثانية يهدف إلى ضبط سلوك النظام نفسه، والضغط عليه من أجل التوقّف عن محاولة استغلال الهوامش بين الدورين الروسي والإيراني، أو حتى محاولة البحثِ عن هوامشه الخاصة من خلال التواصل مع واشنطن أو غيرها.

ويؤكّد أنَّ هذا النوع من الضبط الروسي لحليف الضرورة في دمشق ضروري للغاية في الوقت الذي تقوم موسكو فيه بمساعٍ مع الفاعلين المحليين والخارجيين من أجل التوصّلِ إلى توافُقات تكتيكية أو استراتيجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى