دراسةٌ: حملةُ النظامِ على رجالِ أعمالِ حلبَ لسدِّ العجزِ المالي وتطويعِ العاصمةِ الاقتصاديةِ

أكّدت دراسة تحليلية لمركز “جسور للدراسات” أنَّ نظام الأسد يستمرُّ في سياسة الحجز الاحتياطي على الأموال لرفدِ خزينة وزارة المالية بالأموال.

كما يسعى نظام الأسد لإدارة السلطة والثروة في سوريا وخصوصاً في دمشق وحلب، حيث يعمل النظام على تعميم هذه السياسات الاقتصادية الأمنيّة على جميع المحافظات وخاصةً حلبَ التي تخضع الآن لحملة واسعة.

المركز اعتبر في دراسته أنَّ سببَ الحجز على أموال 650 رجلَ أعمال في حلب ترجع إلى رغبة نظام الأسد باستغلال تجار المحافظة لسدّ العجز الذي يعانيه، بعد أنْ نجح تجار المحافظة بالعودة إلى الواجهة بسرعة رغم الدمار الكبير الذي لحق بمنشآتهم.

ووفقاً للدراسة، فإنَّ نظام الأسد يحرص على تطويع تجار حلب ومستثمريها الذين يتمتّعون بعلاقات تجارية واسعة جداً وقدرات مالية كبيرة، وإرغامهم على الانضباط بمنظومته الأمنية والاقتصادية، لا سيما المتذمّرين منهم من دور حكومة النظام وأفرعه الأمنيّة والميليشيات التابعة للنظام في عرقلة عجلة الصناعة والتجارة في حلب.

وأشارت الدراسة إلى أنَّ هذه الحملة على الرغم من كِبر حجمها، إلا أنَّها ليست الأولى من نوعها، إذ شنَّ نظام الأسد عدّةَ حملات للضغط على تجار حلب ومستثمريها على فترات.

ومن أهمّ هذه الحملات بحسب المركز، “حملات مصادرة بضائع نفّذتها إدارةُ الجمارك التابعة لنظام الأسد مطلعَ 2021”.

كما أنَّ السلطات الأمنيّة في دمشق نفّذت حملة مشابهة في آب 2021 باستدعاء عددٍ كبيرٍ من تجّار حلب ومساومتهم على دفعِ مبالغَ مالية، بالإضافة إلى تغريم بعض تجار حلب بمبالغ ماليّة ضخمة منذ منتصف 2021.

ومنهم على سبيل المثال الصناعي “هشام دغمان” الذي أعلن خبر وفاته يوم 28 آب، حيث تمَّ تكليفه بميليارات الليرات، ليعلن إيقافَ نشاطه وعدمَ دفعِ المبلغ المترتّب عليه، وبدأ بعمليات نقلِ أمواله وأعماله إلى مصر.

ويرى المركز أنَّ الحجزَ الاحتياطي باتَ من أهمّ أدوات التطويع الأمني إلى جانب الشراكة المالية والاقتصادية بين نظامِ الأسد وطبقة التجار والمستثمرين وحتى كبارِ الأثرياء من المسؤولين.

وشدّد على أنّ الحجز الاحتياطي الأخير الذي شمل 650 شخصاً دفعةً واحدةً، يوجّه رسالة قاسية مفادُها ضرورة الانخراط الأمني والاقتصادي ضِمن ترتيبات النظام ومنظومته، كما توقّع استمرار حملة النظام على قطاع التجار والمستثمرين في سوريا بشكلٍ عام، وعلى حلبَ بشكلٍ خاص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى