دونَ التطرّقِ إلى العمليةِ التركيةِ “نبع السلام”.. بيانٌ مقتضبٌ لمجلسِ الأمنِ حولَ الأوضاعِ في شمالِ سوريا

أعرب مجلس الأمن الدولي يوم أمس الأربعاء في بيانٍ له بأنّه “يشعر بالقلق من مخاطر تدهور الوضع الإنساني في شمال شرق سوريا وهروب مقاتلي تنظيم داعش الأسرى”، ولكنّه لم يتطرّق إلى الهجوم التركي على ميليشيات قسد المتحالفة مع الولايات المتحدة في المنطقة، والذي كان قد بدأ قبل أسبوع.

ووفقاً لما نقلته وكالة “رويترز”، فقد عبّر مجلس الأمن عن قلقه البالغ من خطر انتشار الإرهابيين من بين أعضاء الجماعات التي تصنّفها الأمم المتحدة بأنّها إرهابية، بما فيها تنظيم داعش، وكذلك عن قلقه البالغ من خطر زيادة تدهور الوضع الإنساني”.

حيث اتفق مندوبو الدول الأعضاء بالمجلس على بيان مقتضب بعد اجتماع مغلق كانت قد دعت إليه دول أوروبية لمناقشة الأوضاع في سوريا، وهو الثاني منذ بداية العملية التركية التي أثارت تساؤلات بشأن مصير الآلاف من مقاتلي داعش في سجون الميليشيا الكردية.

وبعد اجتماع يوم أمس الأربعاء، دعت الولايات المتحدة الأمريكية والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا وبلجيكا بشكلٍ منفصلٍ تركيا لوقفِ الهجوم، ولكنّ بيان مجلس الأمن لم يتضمّن هذه الدعوة.

حيث قال مندوب الصين لدى الأمم المتحدة “تشانغ جون” للصحفيين: “الصين تدعو لإنهاء فوري للأعمال العسكرية التركية، ومباحثات مجلس الأمن مستمرة بشكل أو بآخر لذا دعونا نعملْ باتجاه الحل الصحيح”.

وذكر مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة “فاسيلي نيبينزيا” أنّ “مجلس الأمن لم يبحثْ الدعوة لوقفِ إطلاق النار في شمال شرق سوريا”، مضيفاً بأنّ “الجانب التركي أبلغنا بأنّه سيحترم سيادة ووحدة الأراضي السورية، ونحن نتفهّم مخاوف تركيا على الأمن القومي، ولكنّنا نعتقد أنّ العملية التي تشنّها ينبغي أنْ تكونَ متناسبة مع أهدافها المعلنة”.

ومن جانبها صرّحت المبعوثة الأمريكية للأمم المتحدة “كيلي كرافت” عقب انتهاء الاجتماع بأنّ “الولايات المتحدة دعت تركيا إلى وقفِ تقويض جهود هزيمة تنظيم داعش، وتهديد الأمن والسلام في المنطقة والكفِّ عن تعريض المدنيين للخطر، وطالبتها أيضاً بإيقاف هجومها، وإعلان فوري لوقفِ إطلاق النار في المنطقة”.

أما الاتحاد الأوروبي فقد حثّ بدوره تركيا على الإنهاء الفوري للعمليات العسكرية”، وذلك وفْقاً لما جاء على لسان رئيس البعثة الألمانية لدى الأمم المتحدة “كريستوفر هوسغين” نيابةً عن جميع بعثات الاتحاد الأوروبي.

وأضاف “هوسغين” بالقول: “بالنيابة عن أعضاء الاتحاد الأوروبي الخمسة في مجلس الأمن (بريطانيا العظمى وفرنسا وألمانيا وبولندا وبلجيكا وإستونيا)، أودّ أنْ أقولَ: يدين أعضاء الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية لتركيا في شمال شرق سوريا، ويحثّون تركيا على وضع حدٍّ لها”.

وكانت قد برّرت تركيا تحرّكاتها بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تتضمّن الحق الفردي والجماعي في الدفاع عن النفس من هجوم مسلّح، وأبلغت تركيا مجلس الأمن في رسالة الأسبوع الماضي أنّ عمليتها العسكرية في شمال شرق سوريا ستكون متناسبة ومدروسة ومسؤولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى