ديرُالزورِ: سباقُ التسلحِ بين الولاياتِ المتحدةِ وروسيا!
تزداد حالةُ التوتّر العسكري على ضفتي نهر الفرات، بوتيرة متسارعة، بعد إعلان الولايات المتحدة البقاء في ديرالزور لحماية الحقول النفطية، ومنع نظام الأسد من الوصول إليها والاستفادة منها، وهو الأمر الذي شجبته وزارة دفاع الاحتلال الروسي ووصفته بـ”سرقة” موارد من حقّ نظام الأسد وحده التصرّف بها.
وقد أنشأت القوات الأميركية قاعدة جديدة شمالي ديرالزور مزوّدة بمهبط للحوّامات الهجومية، مع معدّات الصيانة والتزود بالوقود والذخائر.
وتقع القاعدة الجديدة في قرية “رويشد” على بعد 8 كيلومترات غربي مدينة الصور، بالقرب من الطريق الدولي “الخرافي”، الذي يصل ديرالزور بالحسكة، وأقيمت القاعدة في بناء مشفى قديم يدعى مشفى رويشد، سبق وحولته ميليشيا “قسد” إلى مركز لتدريب كوادرها باسم “الأكاديمية العسكرية”. وكان التدريب فيه لا يزال جارياً، عندما وضعت القوات الأميركية يدها عليه.
وبدأت اعمال التحصين والتحسين، منذ نحو أسبوع، عندما وصلت بعضُ الوحدات الأميركية المنسحبة من منبج والرقة إلى القاعدة، بالتزامن مع إنشاء مهابط للطائرات. وشُوهدت آليات مصفحة أميركية تدخل إلى القاعدة، بالإضافة إلى حركة هبوط وإقلاع متكرّر منها.
ووفق صحيفة “المدن”، فالعمل يجري حالياً، بالتزامن مع إنشاء قواعد أخرى بالقرب من حقول الصيجان والملح والأزرق النفطية.
كما تتزامن تلك الخطوات، مع قيام “قسد” بإنشاء قواعد ومقرّات جديدة قرب حقول نفط “الملح والصيجان”، كما تمّ البدء بإنشاء قاعدة في المنطقة الواقعة بين ريف ديرالزور الشمالي وريف الحسكة الجنوبي، المطلة على بادية الروضة، التي تتخفّى في مناطقها الشاسعة وسبخاتها الملحية، أعدادٌ غير معروفة من مقاتلي “داعش”، ولم تتمّ السيطرة عليها بعدُ بسبب اتساع مساحتها.
من جهتها انتهت قوات الاحتلال الروسي، ليلة الأحد/الاثنين من إنشاء جسر عسكري فولاذي، يربط بين بلدتي المريعية غربي الفرات ومراط شرقه، ومراط هي واحدة من 6 بلدات يسيطر عليها نظام الأسد وميليشيات الاحتلال الإيراني شرقي الفرات، وخرجت فيها مظاهرات في الأسابيع الماضية مطالبة بخروج نظام الأسد منها.
ويربط الجسر قوات الأسد المتمركزة شرقي الفرات، في مطار ديرالزور، جنوبي بلدة المريعية، كما أنّه يقع في الجهة المقابلة لقاعدة رويشد الأميركية.
على صعيد آخر، تواصل القوات الأميركية المدرّعة التي تمّ الإعلان عن إرسالها إلى سوريا، تدفقَّها عبرَ معبر سيمالكا الحدودي. ووصلت صباح الاثنين، الدفعة الخامسة من القوات والآليات، وضمّت دبابات ومدرّعات إلى ريف القامشلي قادمةً من المالكية، واتخذت طريقها جنوباً إلى ديرالزور.
ووفق “المدن”، فإنّ عدد الدبابات القتالية التي سيتمّ إرسالها لحماية الحقول النفطية شرقي الفرات يبلغ 30 دبابة من طرازات مختلفة، وتمّ إرسالها من لواء مدرّع أميركي يتمركز في الكويت.
وهذه هي أول دبابات أميركية تنقل إلى الأراضي السورية، إذ اقتصرت الآليات الأميركية التي استخدمت في الحرب ضد “داعش” على المصفحات وناقلات الجنود المدرّعة والقطع المدفعية الثقيلة.
وترافقت عملياتُ نقلِ العتاد الأميركي الأخيرة، مع تحليق غير مسبوق للطيران الأميركي في المنطقة، ليلاً ونهاراً، لحماية الأرتال التي تتحرّك في المناطق الصحراوية، سواء تلك التي تنتقل من الرقة وحلب، أو التي تعبر من الحدود العراقية. ويتزامن ذلك مع رفع درجة التأهب في حواجز “قسد” المنتشرة في المنطقة إلى الدرجة القصوى، تحسّباً لهجمات انتقامية قد يشنّها تنظيم “داعش” ردّاً على مقتل زعيمه “أبو بكر البغدادي”.