“رائدُ الصالحُ” يردُّ على روايةِ روسيا بخصوصِ استخدامِ الأسلحةِ الكيماويةِ في إدلبَ

قال مديرُ الدفاع المدني السوري “رائد الصالح”, إنَّ الاحتلال الروسي وماكينتَه الإعلامية لم تتوقَّف يوماً عن نشرِ الادعاءات الكاذبة عن عملِ “الخوذ البيضاء” ومحاولة تشويه صورتَه, وأنَّ الادعاءات الروسية غالباً ما تكون علامة باقتراب الجلسات الأممية في مجلس الأمن أو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فيما يتعلّق بسوريا.

جاء ذلك خلال تعليق مدير “رائد الصالح” على الاتهامات شبه اليومية التي تطلقها وزارةُ دفاع الاحتلال الروسي، ضدَّ “الخوذ البيضاء” وفصائل الثورة السورية في محافظة إدلب، والترويج لنيتهم استخدامَ السلاح الكيميائي في “أعمال استفزازية” واتهامَ نظام الأسد بها.

ويوجّه الاحتلال الروسي اتهامات دورية لمنظمة الدفاع المدني والفصائل الثورية في إدلبَ بهذا الخصوص، آخرُها في20 شباط الجاري، حيث ادّعى “فياتشيسلاف سيتنيك”، نائب رئيس “مركز المصالحة” التابع لوزارة الدفاع الروسية أنَّ “هيئة تحرير الشام” نقلت عبوات لمواد سامة، على متنِ شاحنات إلى قرية “ترمانين”، مضيفاً أنّ ذلك تمهيد لما ستقدّمه “على أنّه هجوم كيميائي” شنّه نظام الأسد، حسب قوله.

وأفاد “الصالح” خلال حديث لـ “نداء بوست” بأنَّ “ماكينة البروباغندا الروسية لم تتوقّفْ يوماً عن نشرِ الادعاءات الكاذبة عن عملِ الدفاع المدني السوري، ومحاولة تشويه صورته وخاصة أنَّ متطوعي الدفاع المدني هم المستجيبون الأوائل لإنقاذ المدنيين جرّاءَ الغارات الجويّة الروسية، وبالتالي هم الشهود الأوائل على الجرائم التي ترتكب بحقِّ المدنيين”.

ويعتقد “الصالح” أنَّ “توقيت الهجمات الإعلامية الروسية الآن له علاقة باقتراب الجلسات الأممية في مجلس الأمن أو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فيما يتعلّق بسوريا”، لافتاً إلى أنَّ الهجمات هذه تتكرّر بشكل دائمٍ منذ سنوات قبلَ وبعدَ أيِّ استحقاق دولي يتعلّق بسوريا.

وعن غاية الاحتلال الروسي، يقول “الصالح”, “في كلِّ مرّة تجدّد روسيا هذه الاتهامات نشعر بالريبة مما قد يحدث بعدَها، فقد يشنُّ التحالف الروسي مع النظام هجوماً كيميائياً لاتهامنا به، ولا سيما أنَّهم استخدموا هذا السلاح أكثر من 200 مرّة موثّقة دون أيّ ردّة فعل دولية حقيقية ترقى لمستوى هذه الجرائم”.

وأشار إلى أنَّ “الاتهامات تصبُّ الآن ضمن جهود روسيا بالتشويش على نتائج التحقيقات التي تقوم بها الجهات الدولية فيما يخصُّ ملفَّ الهجمات الكيميائية في سوريا، بعد أن أيقنوا أن المحاسبة قادمة لا محالة، وعدم استطاعتهم “دحضَ الأدلّة المُقدَّمة عن الهجمات الكيماوية (بما فيها أدلَّة الخوذ البيضاء)”.

وأوضح أنَّ “الكثير من الأهالي على اطلاع بالاتهامات الروسية للخوذ البيضاء، فهم يرسلون بشكل مستمرٍ رسائل الدعمَ والمساندة للمتطوّعين، وهم أيضاً يعيشون “الواقع المتوحّش الذي فرضته روسيا عليهم، ويعلمون من يقف بجانبهم وينقذهم ويساعدهم، ومن يستهدف حياتهم وسبلَ معيشتهم”.

وتابع “الصالح”, “إنَّ تزايد رسائل الدعم هذه ووقوف المدنيين بجانب المتطوّعين هي ردُّنا على روسيا ونظام الأسد، وهو الواقع الذي يكذّب روسيا وسيناريوهاتها الزائفة”.

وشدّد على أنَّ “ردَّ الدفاع المدني على الاتهامات يكون بتقديم أدلّةٍ للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول الهجمات التي نفّذها النظام، والسير بخطوات واثقة تصبّ في “محاكمة نظام الأسد على جرائمه بحقِّ السوريين، وهذا هو الردُّ الحقيقي الذي نعمل عليه وينتظره منا ذوو الضحايا”.

وأكّدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تقرير لها في شهر نيسان العام الماضي مسؤولية نظام الأسد المباشرة عن ثلاث هجمات كيماوية سابقة بريف حماة، وهي المرّةُ اﻷولى التي يتمُّ فيها تحديدُ الجهةِ المسؤولة عن تلك الهجمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى