رائدُ الصالحِ: الهجماتُ الروسيّةُ تهدّدُ ما بقي من أمنٍ غذائيٍّ في الشمالِ المحرَّرِ

أكّد مديرُ منظّمة “الدفاع المدني السوري”، رائد الصالح، أنَّ هجماتِ الاحتلال الروسي على الشمال المحرَّر هي رسائلٌ للمجتمع الدولي بأنَّه مستمرٌ في سياسة القتل، وتهدّد ما بقي من أمنٍ غذائي في المنطقة.

جاء ذلك في تصريحاتٍ لمدير “الدفاع المدني” لموقع قناة الحرّة الأمريكية، اعتبر “الصالح خلالها أنَّ هجمات الاحتلال الروسي تعتبر رسائلَ للمجتمع الدولي، بأنَّه مستمرٌّ في سياسة القوة والقتل والتدمير، وكلما رأى تراجعاً وتقهقراً في الموقف الدولي كلّما زادَ من جرعةِ الموت.

ويضيف “الصالح”، أنَّ تصعيد الاحتلال الروسي يهدّد ما بقي من أمنٍ غذائي في المنطقة، مؤكّداً أنَّ الشيء الأخطر في الهجمات، إضافةً لاستهدافها المنشآتِ الحيوية والمرافقَ الخدميّة، هو امتدادُها على كامل شمال غربي سوريا. هي رسالةٌ واضحة مفادُها أنَّ جميع المناطق تحت الضربات، ولا يوجد أيُّ بقعةٍ آمنة.

كما يشكّلُ قصفُ الاحتلال الروسي المتعمّد للمنشآت الحيوية بشكلٍ عام، ومزارع تربية الدواجن بشكلٍ خاص “خطراً على مقوّمات البقاءِ ومصادر دخلِ مئات الأسر في شمال غربي سوريا، فضلاً عن تأثيرِه على الارتفاعِ الكبير في أسعار المواد”.

وأوضح أنّه “يمكن القولُ إنَّ روسيا، وعند اقتراب أيّ استحقاقٍ سياسي يتعلّق بالسوريين على المستوى الدولي، تصعّد هجماتها بشكلٍ ملحوظ وتحاول الضغطَ إنسانياً. لا أعتقد أنَّ ما تقوم به اليوم خارج هذا السياق”.

وبخصوص العلاقةِ بين التصعيد والترقّبِ الخاص بتجديد قرار إدخالِ المساعدات الإنسانية عبرَ الحدود لستةِ أشهر أخرى، يوضّح “الصالح” أنَّ “روسيا تسعى بجدّية حقيقةً لعدم تمديد تفويض آلية إدخال المساعداتِ عبرَ الحدود وتحويلها لصالحِ إدخال المساعدات عبرَ خطوط النزاع، أي عبرَ مناطق سيطرةِ نظام الأسد”.

وشدَّد “الصالح على أنَّ الاحتلال الروسي يجعل بهذه الطريقة المساعداتِ “سلاحاً بيده وبيدِ نظام الأسد، ويمارس سياسةَ التجويع والحصار كما مارسها في درعا والغوطة وداريا والزبداني وحمص، وكما يمارسُها الآن في مخيّم الركبان”.

في المقابل رفض المحلّلُ السياسي المقيمُ في موسكو، “رامي الشاعر”، فكرةَ أنٍَ ما تشهدُه مناطقُ شمالَ غرب سوريا يُعدُّ “تصعيداً”، قائلاً، إنَّ “استخدام تعبير تصعيد عسكري ليس صحيحاً، بل تجري عملياتٌ عسكرية محدّدة، وبتنسيقٍ روسي تركي لتصفيةِ خلايا إرهابيّة محدّدة”، حسب زعمِه.

ولا يستبعد الشاعر أنْ “يحدث ضررٌ غيرُ مقصودٍ ببعض الأبنية للبنية التحتيّة التي يستخدمُها الإرهابيون لتمويه تواجدِهم”، بحسب تعبيره.

ووثّق “الدفاعُ المدني السوري” استشهادَ خمسة مدنيين إثرَ تصعيد الاحتلال الروسي خلال الأيامِ القليلة الماضية، بينما أصيب 13 آخرون، بينهم ثمانية أطفال، وذلك بالقصفِ المباشر على سبعِ مزارع لتربية الدواجن في مناطق متفرّقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى