رايتس ووتش: نظامُ الأسدِ وروسيا استهدفُوا مخيّماتٍ للنازحينَ السوريينَ في إدلبَ بالأسلحةِ المحظورةِ دولياً

قالت منظّمةُ “هيومن رايتس ووتش”، في تقريرٍ لها، إنَّ نظامَ الأسد وروسيا استخدما الذخائرَ العنقودية المحظورة دولياً، في قصفِ أربعةِ مخيّماتٍ للنازحين السوريين مطلعَ شهرِ تشرين الثاني الحالي، ما أسفرَ عن مقتلِ ثمانية مدنيين وإصابةِ العشرات.

وأوضح “آدم كوغل” نائبُ مديرةِ الشرق الأوسط في المنظمة، أنَّ التحالفَ العسكري بين قواتِ الأسد والجيش الروسي، يستمرُّ باستخدام الأسلحة المحظورةِ ضدَّ المدنيين المحاصرين في سوريا مع ما يحمل ذلك من عواقبَ مدمّرة.

وبيّنَ أنَّ “الذخائرَ العنقودية لا تؤذي السوريينَ اليوم فحسب، بل يمكن أنْ تستمرَّ الذخائرُ الصغيرة غيرُ المنفجّرةِ في القتل لفترة طويلة مستقبلاً”، ودعت “رايتس ووتش” إلى حثِّ النظام على التوقف عن استخدامِ الأسلحة المُحرمةِ دولياً، مطالبةً روسيا بالتوقّف فوراً عن توفيرِ الذخائر لقوات الأسد.

وأشارت إلى أنَّ الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، أبلغت “هيومن رايتس ووتش” بالعثور على 14 وحدةَ ذخيرةٍ فرعية غيرِ منفجرة، موضّحةً أنَّ مدى كلِّ صاروخٍ عنقودي من طراز “أورغان” يتراوح بين 10 – 35 كيلومتراً، ويحتوي على 30 ذخيرةً فرعيّة.

وسبق أنْ أقرّت “وزارة خارجية نظام الأسد، في بيانٍ لها، باستهداف مخيّماتِ النازحين بإدلب، معتبرةً أنَّها مستمرّةٌ بـ “ضربِ الإرهابيين” حتى تطهيرِ كلِّ أراضيها من آخر إرهابي، في ظلِّ إدانات دولية متتاليةٍ لجريمة قصفِ المدنيين العزّلِ في المخيّمات.

وقالت الخارجيةُ في بيان اليوم، إنَّ “ضربَ الإرهابيين المنتمين والمرتبطين بتنظيمي القاعدة وداعش وغيرهما من التنظيماتِ الإرهابيّة في شمال غربِ سورية وفي جنوبها هو حقٌّ للدولة السوشرية وواجبٌ عليها، لحماية حياة مواطنيها وضمانِ أمنها وسلامةِ أراضيها”.

وأضافت إنَّ “معركةَ مكافحة الإرهاب مستمرّةٌ حتى تطهيرِ كلِّ الأراضي السورية من آخرِ إرهابي وإعادةِ الأمن والاستقرار إلى كلّّ ربوعِ البلاد”، وقالت إنَّ أيةَ أكاذيب أو ادعاءات جرى ويجري الترويجُ لها سواءً من قِبل رعاة الإرهاب والمدافعين عنه في الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، أو من قِبل أدواتهم ممن يعملون تحت غطاءِ بعضِ المنظمات الدولي لن تثنيَ عزمَ سورية عن هذه المعركةِ، وفقَ تعبيرِها.

وكانت قالت مؤسسة الدفاعُ المدني السوري “الخوذ البيضاء” إنَّ نظامَ الأسد وحليفه الروسي ارتكبا جريمةً إرهابية مضاعفةً صباحَ اليوم الأحد، باستهداف مخيماتِ للمهجّرين قسراً قرب قريتيّ كفر جالس ومورين ومنطقة وادي حج خالد غربي مدينة إدلب، بصواريخ أرض ـ أرض نوع (220mm 9M27-K Uragan) محملة بقنابلَ عنقودية مُحرمةٍ دولياً من نوع (9N210 and 9N235 )، ما أدّى لاستشهاد 9 مدنيين بينهم 3 أطفالٍ وامرأة، وإصابةِ نحو 70 آخرين.

وذكرت المؤسسةُ عبرَ بيانٍ أنَّ الهجومَ الإرهابي الذي شنّته قواتُ النظام وروسيا على المخيمات، صباحَ اليوم كان هجوماً مبيّتاً ومخططاً له بشكلٍ مدروس، ويؤكّد ذلك ما نشرته وكالةُ سبوتنيك الرسمية التابعةُ للحكومة الروسية، مساءَ أمس السبت 5 تشرين الثاني، على لسان ما يسمّى نائبُ رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا أوليغ إيغوروف باتهامِ الخوذ البيضاء بالتجهيز لشنِّ هجماتٍ تستهدفُ مخيماتِ كفر جالس ومخيمات أخرى في ريف إدلب.

وشدّدت “الخوذ البيضاء” على أنَّ روسيا دأبت على مدى سنوات انتهاجَ سياسة التضليل الإعلامي والتلفيق في حربها على السوريين والتي باتت مكشوفةً بشكلٍ صارخٍ، ولطالما كانت تقوم بحملات تضليلٍ ممنهجة قبلَ أيِّ هجومٍ لقواتها على السوريين، والإدعاء بأنَّها مشاهدُ مفبركة أو تتّهمُ أطرافاً أخرى بالتجهيز لهجمات، لإبعاد الأنظارِ عن جرائمها والتشويش على الرأي العام.

وسبق أنْ أدانت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيانٍ لها، عملياتِ القصف التي استهدفت مخيماتِ النازحين من قِبل النظامِ وروسيا شمالَ غربي سوريا، وأكّدت ضرورةَ عدمِ الإفلات من العقاب، كما طالبت بالاحترام الصارمِ للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، مجدّدة دعمَها وقفَ الأعمال القتالية في سوريا والتوصّل إلى حلٍّ سياسي.

وكانت أدانت وزارة الخارجية التركية في بيانٍ لها، بشدّة الهجمات الأخيرة على مخيمات للنازحين في محافظة إدلبَ شمال غربي سوريا، وأكّدت أنَّ تلك الهجمات إنَّما تلحق الضرّرَ بالجهود الرامية للحفاظ على الهدوء ولخفضِ التوتّر في المنطقة، وتؤدّي إلى تدهور الوضع الإنساني أكثرَ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى