رسائلُ باريسَ السريّةُ للأسدِ… ماذا تضمَّنت؟

وُجدت رسائل “سرية” تمَّ تداولها بين صدام حسين وحافظ الأسد ومحاضرُ اجتماعات نقلها نائب الرئيس السوري” عبد الحليم خدام” من مكتبه إلى باريس، لدى مغادرته سوريا في عام 2005، عن “عرض” فرنسي، قدَّمته باريس لدمشق، يتضمّن نزعَ سلاح ميليشيات “حزب الله” اللبناني وإعادة الجولان السوري المحتل.

وبحسب صحيفة الشرق الأوسط، إنَّ الأسد قرَّر إيفاد خدام إلى باريس، على خلفية التقدّم في “الرسائل السريّة” بينه وبين صدام حسين عام 1996، وذلك لإطلاع الرئيس الفرنسي جاك شيراك آنذاك على قرار فتح الحدود السورية- العراقية.

حيث رغب حافظ الأسد بالتنسيق مع شيراك لتخفيف أيِّ ردِّ فعلٍ أمريكي عنيفٍ على محاولة فكِّ عزلة الرئيس العراقي صدام حسين ، وتعزيزِ الثقة مع شيراك.

حيث ردَّ شيراك بعد لقائه بخدام بأنَّ “الوضع في العراق الآن أصبح مقلقاً، وهو قنبلة على وشك الانفجار”، وأنَّ فتحَ الحدود من شأنه أنْ يضعَ كوابح لأيِّ مغامراتٍ جديدة للنظام العراقي”.

وأوضح أنَّ معاناة العراقيين يتحمّلها صدام، لكن لا أحدَ يريد أنْ يدفع الشعب العراقي إلى حركة يمكن أنْ تفجّر المنطقة بأسرها، ويصعب أنْ نؤثّرَ على صدام، فنحن “نتفق مع نائب رئيس الوزراء طارق عزيز، وفجأة يحدث شيء آخر”.

إلا أنَّ شيراك، بحسب محضر الاجتماع، فاجأ خدام بفتح ملفّ الوجود العسكري السوري في لبنان، وقدَّم عرضاً لافتاً: “إذا تمَّ انسحابُ الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، فهذا يفترض أنَّ جيش لبنان سيتولّى ضمان كامل الحدود.

حيث أكّدت فرنسا استعدادها لوضع مراقبين دوليين، لكن هذا يعني من جهة ثانية نزعَ سلاح حزب الله، وهذا بالطبع أمر يرتبط بسوريا ويهمّها، وسوريا، كما هو طبيعي، لا يمكن أنْ تقبلَ بذلك من دون مقابل.

وكان شيراك قد أبدى رغبة واسعة بالمشاركة في المفاوضات السورية مع إسرائيل، قائلاً: “نريد أنْ نشارك في عملية السلام، أرجو أنْ تكونوا على ثقة بأنَّ فرنسا لن تتّخذ أيَّ موقف، يزعج سوريا، وقبل أنْ تفعلَ، سنقوم بالاتصالات اللازمة معكم”، مشيراً إلى أنَّه وجدَ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “أكثرَ مرونةً”، إضافةً إلى أنّه “لم يقلْ شيئاً حول الجولان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى