رسلان: انشقاقي عن نظامِ الأسدِ جاءَ لضغطِ العائلةِ بعدَ مجزرةِ الحولةِ…!
استأنفت المحكمة في برلين محاكمة أنور رسلان المتّهم بقضايا تعذيب المعتقلين في السجون السورية ، فبدأت الجلستان الثامنة والتاسعة بتاريخ 28و 29 من الشهر الحالي، لشهود متعلّقين بقضية أنور رسلان ، جاء هذا بعدَ الانتهاء من شهود التحقيق مع المتّهم إياد الغريب ومجريات التحقيق في الجلسة السابعة
حيث بدأت الجلسة السابعة باستدعاء محقق من الشرطة الجنائية في برلين والتي تعتبر المسؤولة عن التحقيق بجرائم الحرب والتي أنشئت بالتزامن مع وحدة القانون الجنائي الدولي المسؤولة عن التحقيق في هذه الجرائم عام 2002، بعد أن أعلنت ألمانيا أنها تتبنى قانون الولاية القضائية والذي بموجبه يحق لها محاكمة جرائم حرب، حتى وإن لم ترتكب على أراضيها، ومحاسبة مجرمين حتى لو لم يحملوا جنسيتها).
جاء خلال الجلسة حديث للمحقق في شهادته عن الشكوى التي تقدم بها أنور رسلان لشرطة برلين، حيث قامت شرطة برلين برفع الشكوى للشرطة الجنائية، والتي تكونت من ثلاث صفحات، وصف بها مواقف حدثت معه في برلين، جعلته يشعر بأنه مراقب من قبل مخابرات الأسد؛ الأمر الذي حذا به للتقدم بهذه الشكوى طلباً للحماية بصفته ضابط منشق.
ابتدأت الجلسة التاسعة صباح 29/5/2020 باستدعاء شاهد واحد فقط ، محقق من الشرطة الجنائية، حيث تولى التحقيق مع رسلان بصفته شاهداً، بعد أن بدأت وحدة القانون الجنائي الدولي تحقيقاً في مدينة شتوتغارت الألمانية، وتمت الإشارة في هذا التحقيق للفرع 320، وهو فرع أمن الدولة في مدينة حماة، وتوقعوا أن يكون لدى رسلان معلومات عنه، خاصةً أن التحقيق كان يدور حول دور هذا الفرع في المظاهرات التي حدثت في حماة، وإطلاق النار فيها، حيث أكّد رسلان للمحقق أن تفريق المظاهرات كان يتم بالقوة، وأنه كان هناك تواجدٌ دائم لعناصر المخابرات في مظاهرات حماه، ولكن لم تكن لهم فائدة تذكر بحسب زعم رسلان..
وأكد المحقق أنه تم تذكير رسلان بحقوقه، وخاصة حقه بعدم الإجابة عن أسئلة قد تؤدي لمسائلته القانونية عنها، ولكن التحقيق توسع حينها ليشمل طبيعة عمل رسلان في الفرع 251، وإجابة رسلان عن الأسئلة التي وجهت له، الأمر الذي جعل المحقق يصف رسلان بأنه كان متعاوناً أثناء التحقيق.
وقال المحقق ان رسلان تحدث أيضا عن الحرس الجمهوري، وذكر أنه وقبل الشهر الثامن من العام 2011 لم يستخدم السلاح لقمع المظاهرات، ولكن بعد ذلك بدأ الحرس الجمهوري باستخدام أسلحة روسية تم تخزينها مسبقاً، وقنابل مسيلة للدموع وعصي، وذكر أن الحرس الجمهوري قام في إحدى المرات بإحضار 750 معتقلاً للفرع 251، وذكر المحقق أنهم كانوا جثثاً فتم سؤاله من قبل محامي الدفاع الخاص بأنور: لماذا إذاً لم يتم توجيه الإتهام حينها لأنور بناءً على هذه المعلومة؟ فكان جوابه أنه لم يدرك أن أنور متهم في هذه اللحظة، ثم لاحقاً ذكرت إحدى محامي الادعاء أن المعلومة المُسَجَّلة في وثائق المحكمة، والتي لديهم نسخةٌ منها تفيد أنهم كانوا معتقلون أحياءَ وكان فيما بينهم بعض الجثث، وليسوا جميعهم جثثاً.
وأكد أنور رسلان للمحقق أن فرع الخطيب/ 251 كان قادراً، خلال شهرين، على اعتقال حوالي 17000 شخصاً. وعن سؤال المحقق لأنور إن كان قد تلقى تهديدات أثناء عمله في الأفرع الأمنية في سوريا أجابه رسلان: لا لم يصلني أيَّ تهديداتٍ ولكنِّي تلقيت الكثير من المكالمات التي كانت تشتم “رئيسنا” بحسب وصف رسلان.”.
وعن أسباب انشقاقه قال رسلان أنه كان لديه سببين للانشقاق: الأول هو الضغط من العائلة بعد مجزرة الحولة، والثاني معرفته بقتل أحد الأطفال في إحدى مظاهرات حمص، الأمر الذي لم يستطع تجاوزه وجعله يفكر جدِّياً بالانشقاق، بحسب زعمه.
بعد هذا التحقيق قامت الشرطة الجنائية في برلين، برفع ملف التحقيق مع أنور رسلان للشرطة الجنائية الاتحادية، كما أكد المحقق.
ستكون الجلسة العاشرة للمحكمة بتاريخ3/6/2020 والتي ستبدأ معها عملية إحضار المدعين والشهود السوريين، وستكون بداية مع المخرج السوري فراس فياض، أحد المُدَّعين الخاصين في هذه المحاكمة ضد المتهم أنور رسلان، وسيتم الاستماع لشهادته على مدى يوم ونصف، حيث خُصص لها يوما الثالث ومنتصف اليوم الرابع من الشهر السادس، وسيستمر اليوم الرابع وكامل اليوم الخامس من الشهر السادس مع شهادة المحامي أنور البني، الذي سيتم استدعائه كشاهد خبير بحكم طبيعة عمله الحقوقية والحقوقية الإنسانية سابقاً في سوريا، وحتى الآن في ألمانيا كرئيس للمركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، ومعرفته الشخصية بالكثير من المُدَّعين والضحايا، ومعرفته أيضاً بعمل الأفرع الأمنية في سوريا، بحكم أنه معتقل سابق لديهم.