رعبُ العودةِ إلى “سوريا- الأسدِ” .. تحقيقٌ صحفيٌّ يسلطُ الضوءَ على معاناةِ اللاجئينَ السوريينَ في لبنانَ

يواجه اللاجئون السوريون في لبنان موجةَ ترحيلٍ تشبه الجحيمَ اليومي، لا سيما في ظلِّ الأزمةِ الحالكةِ التي تريد الحكومةُ اللبنانية الاستفادةَ منها للحصول على مساعداتٍ على حساب أرواح اللاجئين المُعرَّضة لخطرٍ فعلي في حال العودةِ إلى مناطق سيطرةِ نظامِ الأسد.

ومع تواصل التهديداتِ اللبنانية بإعادة اللاجئين السوريين قسراً إلى مناطق سيطرة النظام، رغمَ الرفضِ الدولي لمثل هذه الخطوةِ، تقوم منظّماتٌ إنسانيّةٌ وحقوقية بمحاولات كبيرةٍ لتبيينِ المخاطر التي تعرض وسيتعرّضُ لها من يتمُّ إرجاعهم إلى “حضن الأسد” وعلى رأسها الاعتقالُ والسجن والتعذيب، والكشف عن مساعدة أجهزةِ الأمن اللبناني نظامَ الأسد على خطفِ مطلوبين وإعادتِهم قسراً.

في هذا السياق، سلّط تحقيقٌ مطوّلٌ لموقع “درج”، حملَ اسمَ “رعب العودة إلى سوريا الأسد”، الضوءَ على معاناة اللاجئين السوريين في لبنان من قراراتِ الترحيل إلى سوريا، ومايعرّضُهم لمخاطر الاعتقالِ من قِبل نظام الأسد في حال إجبارِهم على العودة.

ويثبتُ تحقيقُ الموقع قيامَ لاجئين سوريين بتخبئة أبنائهم في الجبال والمخابئ السرية خوفاً من ترحيلِهم وإعادتِهم إلى مخابراتِ نظام الأسد التي تقوم بتصفيتهم أو تعذيبهم حتى الموت.

وأكّد الموقعُ اللبناني على أنَّ تحقيقَه يهدف إلى إثباتِ أنَّه لا توجد عودةٌ آمنةٌ لسوريا في ظلِّ بقاء مثل ذلك النظامِ المجرم، وأنَّ الحكومةَ اللبنانية تريد الاستفادةَ من هذه الأزمة للحصول على مساعداتٍ على حساب أرواح اللاجئين المُعرَّضةِ لخطرٍ فعلي حالَ عودتهم إلى بلادهم.

وتحدّث التحقيقُ عن ترحيلٍ قسري للاجئين سوريين، وإقدامِ آخرين على تخبئةِ أبنائهم في الجبال والمخابئ السرية، خوفاً من ترحيلهم وإعادتهم إلى مخابرات نظام الأسد، ولفتَ إلى أنَّ أسرة سورية نازحةً من القصير خبأت ابنَها في الجبال وعند الأقارب بعد ترحيلِه من قِبل السلطات اللبنانية من بلدة عرسال إلى سوريا، حيث تمَّ وضعُه في السجن، قبل أنْ تدفعَ أسرتُه المال لإخراجه وإعادتِه إلى لبنان.

وذكر التحقيقُ قصةَ لاجئٍ شابٍ سوري في لبنان وتسلمّه قرارَ الترحيل، في أثناء ذهابه لتجديد إقامتِه، حيث أخبره الأمنُ اللبناني بأنَّ عليه الرحيلَ وتدبر أموره، في وقت يؤكّد اللاجئ أنْ تأخّره في تجديد أوراقه سببُه الإقفالُ القسري خلال فترة الجائحة، ولفتَ اللاجئ إلى أنَّ عودته إلى سوريا تعني تعرّضهَ للاعتقال والتعذيب، كونه معتقلاً سابقاً ومعارضاً وهارباً من التجنيد الإجباري في جيش النظام.

ويأتي تحقيقُ الموقع بالتزامنِ مع الخطاب العنصري الذي أطلقه مؤخّراً مسؤولون في لبنان على رأسهم رئيسُ حكومةِ تصريف الأعمال الحالية “نجيب ميقاتي” من خلال تهديدِه بإعادة اللاجئين إذا لم يتعاونْ المجتمعُ الدولي ويساعد لبنانَ، في حين وعد وزيرُ المهجّرين عصام شرف الدين بإعادة 15 ألف لاجئ شهرياً دون ضماناتٍ حقيقيّة.

يُذكر أنَّ منظمة العفو الدولية وثّقت قبلَ أشهر في تقريرٍ لها عشرات الحالاتِ للاعتقال التعسفي أو غيرِ القانوني لرجال ونساء إثرَ عودتهم إلى سوريا، حيث أخضِع 33 من العائدين للتعذيب أو غيرِه من ضروبِ المعاملة السيّئة أثناء الاعتقال أو التحقيقِ وصل الى حدِّ الاغتصاب للأطفال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى