رغمَ أزمةِ الخبزِ في مناطقِ سيطرتِها .. “قسدٌ” تصدّرُ القمحَ للخارجِ

أدخلتْ ما تسمى “الإدارة الذاتية” التابعة لميليشيا “قسد” يوم الجمعة الماضي أكثرَ من 30 شاحنةً محمّلةً بالقمح إلى إقليم “كردستان” العراق عبْرَ معبر الوليد في ريف اليعربية شمال شرقي سوريا، في وقتٍ تشهد فيه محافظة الحسكة أزمةً خانقة بسبب عدم توفُّر الطحين.

ويأتي تصديرُ الإدارة الذاتية لمخزونها من القمح لخارج سوريا بالرغم من النقصِ الكبير في مادة الخبز في الحسكة منذ قرابة أسبوع، حيث توقّفتْ غالبيةُ الأفران الخاصة عن العمل احتجاجاً على غلاءِ أسعار الطحين ونقصه.

وحاولت “الإدارة الذاتية” في وقتٍ سابق نقلَ أكثرَ من 10 آلاف طنٍ من القمح إلى مناطق سيطرتها في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب يوم الخميس الفائت، إلا أنَّ حاجزَ الفرقة الرابعة التابع لنظام الأسد في معبر الطبقة منعَ عبور القمح المحمّل في عشرات الشاحنات.

ونقل موقع “تلفزيون سوريا” عن مصادر قولها، إنَّ “الإدارة الذاتية” تستغل زيادة الطلب على الطحين ونقصَه في المنطقة عموماً وتبيعه بأسعار مرتفعةٍ إلى تجار في السوق السوداء في عموم مناطق البلاد وكذلك تقوم بتصدير كمياتٍ منه لتركيا والعراق عبْرَ وسطاء.

وسبق أنْ كشف الموقع في تقريرٍ سابق عن تسليم “الإدارة الذاتية”  كميةَ 50 ألفَ طنٍّ من القمح لنظام الأسد في تشرين الأول من العام 2020 على أنْ يتمَّ تسليمُ 50 ألف طنٍ إضافية لاحقاً.

ومنعت “الإدارة الذاتية” صيفَ العام 2020 المزارعين في مناطق سيطرتها من بيعِ محصولهم من القمح لنظام الأسد وقطعت حواجزُها الأمنية الطريق أمام أيِّ شاحنة حاولت الوصول إلى مراكز توريد الحبوب الواقعة تحت سيطرة النظام في القامشلي والحسكة.

وقالت مصادر أهلية في القامشلي للموقع إنَّ “أزمة الخبز تكرّرت خلال العام الماضي وهي مفتعلة”، وتساءلت “كيف لمنطقة الجزيرة التي بلغ إنتاجُها من القمح العام الماضي أكثر من 800 ألف طن أنْ تعاني من نقصٍ في الطحين والقمح؟!”.

وأضافت أنَّ “الأفران التي تديرها حكومة نظام الأسد تنتج خبزاً محروقاً، وهو عبارة عن نخالة لا يمكن لإنسان أنْ يأكلَه، في حين الإدارة الذاتية أوقفتْ الدعمَ عن الطحين على الأفران الخاصة ما تسبَّب بارتفاع سعر ربطة الخبز المكونة من 6 أرغفة صغيرة إلى 600 ل.س”.

وتفاقمت أزمةُ الخبز في اليومين الماضيين بمدينتي الحسكة والقامشلي مع الارتفاع الكبير في أسعار الخبز في السوق السوداء حيث وصل سعر الربطة الواحدة لألف ليرة سورية.

ويحمّل المواطنون نظامَ الأسد و”الإدارة الذاتية” المسؤولية عن نقص الخبز مع عدم إقدام الطرفين على توفير الطحين بالكمية المناسبة للأفران العامة وكذلك عدم دعمِ سعرَ الطحين للأفران الخاصة ما دفع بأصحاب الأفران للتوقّف عن العمل بسبب ما وصفوه بعدم انسجامِ سعر الربطة “500 ل.س” مع سعر كيس الطحين الذي تجاوز الـ 40 ألف ليرة سورية الأسبوع الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى