رفضَ قصفَ حماةَ .. ضابطٌ سوريٌّ لايزالُ يقضي عقوبةَ وطنيّتِه في معتقلاتِ نظامِ الأسدِ!!

أكملَ الطيار السوري “رغيد الططري”، في الرابع والعشرين من تشرين الثاني الجاري، أربعين عاماً من الاعتقال في سجون نظام الأسد، تنقّل خلالها بين عددٍ من السجون ومراكز الاعتقال، فيما لا يزال وفْقَ مقرّبين منه يرفض تقديمَ أيِّ تنازلٍ لسجّانيه.

واعتُقل الططري أوّلَ مرّة عام 1980، مباشرة بعد رفضِه قصفَ مدينة حماة، أثناء حملة نظام الأسد على المدينة، لتقضي محكمة عسكرية في ذلك الوقت بتسريحه من الجيش دون اعتقاله، وليغادرَ البلادَ إلى الأردن.

وفي الأردن اضطر “الططري” للمغادرة باتجاه مصر، بعد أنْ تأزّمت العلاقة عسكرية وسياسياً بين المملكة ونظام الأسد، الذي ضغط كي تسلم عمّان الطيارين السوريين الذي انشقّوا عنه إليها، وفْقَ شهادة المعتقل التركي السابق في سجن صيدنايا، “رياض أولر” الذي رافقَ “الططري” مدّةَ 21 عاماً في المعتقل.

وفي حديث لراديو “أورينت” قال “أولر”، إنّ “الططري” توجّه إلى مصر، وحاول الحصول على اللجوء فيها، أو في أيِّ بلد أوروبي، إلا أنًّ لجوءه قُوبل بالرفض، ما اضطّره للعودة إلى دمشق.

ويُذكر “أولر” الذي تعرّف على “الططري” في فترة لاحقةٍ من اعتقاله في سجن صيدنايا، أنّ الأخير عاد إلى دمشق، بعد أنْ هدّدَ نظامُ الأسد باعتقال أو إيذاء زوجته التي كانت حاملاً حينئذٍ.

ويدعو “أولر” وهو يتحدّث عن “الططري” بشغف وكثيرٍ من الحماس، إلى عدم نسيانِ قضيته وقضايا المعتقلين السوريين الآخرين المغيَّبين في سجون نظام الأسد.

كما روى المعتقل التركي السابق عن زميله “الططري” أنّه حُرِم من الزيارات العائلية في سجون نظام الأسد، بعد أنْ رفض ارتداء الزي الخاص بالسجناء الجنائيين، فلم يرً ابنه سوى مرّة واحدة عام 2005.

ولايزال الططري الذي يجدٌ في الرسم متنفساً وحيداً في سجنه حيّاً في معتقله الأخير في مدينة السويداء جنوب سوريا، كأقدم سجين معروف على مستوى العالم، رغمَ أنّه لم يقترفْ أيَّ جريمة سوى أنَّه رفضَ “قصفَ المدنيين”.

وفي العام الماضي أسس أولر مع 30 معتقلاً سابقًا في سجن “صيدنايا” العسكري في غازي عنتاب التركية، “جمعية سجناء صيدنايا”، تهدف إلى إطلاع العالم على فصول التعذيب، والقتلِ خارج إطار القانون لأصدقاء لهم، خلال فترة الاعتقال في سجن “صيدنايا”.

وأصدروا في شهر آب الفائت أولَ كتابٍ يُوثّق جرائم التعذيب والقتل والتنكيل ضدَّ المعتقلين، في سجون الأسد بعد انطلاق الثورة السورية منتصف آذار 2011، حملَ عنوان “المسلخ البشري”.

ويسلّط الكتابُ الضوءَ أيضاً على حياة 15 شخصاً، وما تعرّضوا له من معاناة وآلام خلال فترة اعتقالهم في سجن “صيدنايا”، ومنهم من بقيَ على قيد الحياة، ومنهم من لقيَ حتفه جرّاءَ التعذيب أو القتل العمدِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى