روسيا تقلّّص دور سهيل الحسن وتعيد هيكلة قوات الأسد

تمكّنت الفصائل الثورية بعد ما يقارب الـ50 يوماُ من المعارك من إجبار المحتل الروسي والميليشيات التابعة له من تغيير التكتيك العسكري وإجراء تغييرات جذرية في قيادة العمليات وتقليص دور قائد ميليشيا “النمر” سهيل الحسن واستقدام تعزيزات جديدة بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بقوات الأسد والميليشيات التابعة للمحتل الروسي.

فقد فشل قائد ميليشيا “قوات النمر” سهيل الحسن في تحقيق مكاسب كبيرة على حساب الفصائل الثورية منذ بداية المعارك شمالي حماة منذ مطلع أيار الماضي , باعتباره قائداُ للحملة البرية , رغم الإسناد الجوي والبري الهائل الذي وفّره له المحتل الروسي.

وبدت معركة الميليشيات خاسرة , ويتّضح ذلك من خلال الموازنة بين المكاسب والتوسّع البري الذي حققته ميليشيا النمر خلال 50 يوماً من المعارك , والتكلفة البشرية والحربية التي دفعتها الميليشيات وكانت تكتيكات “النمر” المعتمدة على النيران الكثيفة مكلّفة وغير مجدية.

وفي حال استمرت عمليات الميليشيات على المنوال ذاته من القضم الناري وفق تكتيكات “النمر” فإنّ التقدم البري سيبقى بطيئاً، وستزداد كلفة الخسائر في العدد والعتاد. مما أثار ذلك غضب المحتل الروسي من “النمر” فعلاً. فقد فشلت قواته في التصدّي للفصائل الثورية حتى في الجبهات الخلفية التي هدّدت بشكلٍ مباشر معقل قوات الاحتلال الروسي ومنطقة نفوذه وانتشاره الأكبر في محيط إدلب. والمفترض أن تكون تلك المنطقة هي الأكثر أمناً بالنسبة للميليشيات لأنّها منطقة موالية لها وينحدر منها الجزء الأكبر من عناصر الميليشيات التابعة للمحتل الروسي التي كانت رأس حربة العمليات البرية منذ بدايتها.

مصدر عسكري معارض أكّد أنّ التغييرات التي أجراها الاحتلال الروسي في قيادة العمليات في قطاعات الانتشار البري، والتعيينات الجديدة على رأس الميليشيات، هي تعبير عملي عن الغضب الروسي بسبب المعارك الفاشلة التي خاضتها الميليشيات منذ شهر ونصف تقريباً.

وتهدف التغييرات الجديد إلى تقليص دور “النمر” في قيادة العمليات لصالح إشراك قادة ميدانيين، بعضهم مقرّب من “الفرقة الرابعة” وميليشيات أخرى جرى استقطابها إلى المعركة مؤخّراً للاستفادة منها لتحقيق مكاسب أكبر وفي وقت قياسي وبتكلفة أقل.

من جانب آخر أجرى الاحتلال الروسي تغييرات في قيادة التشكيلات العسكرية التابعة لقوات الأسد وميليشياته التابعة للمحتل الروسي، وشملت قادة من الصف الأول والثاني، وقادة العمليات الميدانية. وتمّ تعيين العميد الركن ميلاد جديد، قائداً لـ”القوات الخاصة”، والعميد الركن منذر إبراهيم رئيساً للأركان. وعيّن المحتل الروسي العميد الركن كمال صارم، رئيساً لأركان “الحرس الجمهوري”. والعميد الركن أمين اسمندر، رئيس أركان “الفرقة 30″ التابعة لـ”الحرس الجمهوري”. وأيضاَ تمّ تغيير قادة العمليات الفرعية في محاور القتال شمالي حماة وجنوبي إدلب.

وتزامنت تغييرات وتعيينات المحتل الروسي الجديدة في قيادة الميليشيات وعملياتها مع وصول المزيد من التعزيزات، خاصة من “القوات الخاصة” من حمص وريف دمشق. وأيضاً وصلت تعزيزات أرسلتها “الفرقة 30 حرس جمهوري” التي تتمركز في حلب. التعزيزات بمعظمها من قوات المشاة، تمّ تجنيد قسم كبير منهم من مناطق “المصالحات” في حمص وريف دمشق والجنوب السوري، ومن المجنّدين الجدد الملتحقين بالخدمة الإلزامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى