روسيا تُخلي مواقعَ عسكريّةً بالباديةِ السوريةِ لصالحِ إيرانَ بعدَ خسائرِها الفادحةَ
انسحبت روسيا من مواقعَ تابعةٍ لها في ريف دير الزور الغربي في ظلّ الهجمات المتكرّرة التي لحقت بقواتها، خاصةً بعد شكوك حول الهجمات التي طالت عناصرَها مؤخّراً، حيث كانت تسيطر ميليشيات تابعة لروسيا على غالبية مناطق الريف الغربي ولا سيما تلك القريبة من مناطق النفوذ الأمريكي.
ونقلت أورينت نت عن الناشط الإعلامي (مؤّيد العبد الله) “إنَّ ما جرى هو اتفاق بين الروس والإيرانيين على استلام الإيرانيين للنقاط العسكرية غربَ دير الزور، حيث استقدمت إيران قبل أيام قوات من ميليشيات (فوج السيدة زينب – وأبو الفضل العباس – والنجباء – وفاطميون- وزينبيون)، وأقامت لكلٍّ منها معسكرات خاصة بها، ومن المنتظر أنْ تخصّص لكلِّ ميليشيا نقاطاً للتمركز في ريف دير الزور الغربي، فيما بات وجودُ الروس يقتصر على الخط الواصل إلى السخنة وكباجب ومدينة تدمر (خطّ البادية الجنوبية الغربية).
كما وصلت تعزيزات إيرانية جديدة إلى ريف الرقة وخاصة مناطق البادية (بادية معدان – منطقة الرصافة) والمناطق المحيطة بها وعلى كاملِ الخطّ الواصل حتى ريف دير الزور الغربي، ووفقاً للمصدر، جاءت هذه الانسحابات بعد شكوكِ الروس حول الهجمات التي نفّذها وينفّذها تنظيمُ داعش والتي لا تطال المواقع الإيرانية، بل تستهدف بغالبيتها مواقع ميليشيات تابعة لروسيا كـ (لواء القدس والدفاع الوطني).
وبخصوص الميليشيات المحليّة كـ (لواء القدس)، فقد قامت روسيا بضمِّ ذراع الفصيل غرب دير الزور لصالح ميليشيات الأسد، والتي بدورها تقاتل إلى جانب الإيرانيين وتوجد ضمن معسكراتهم، كما دخلت ميليشيا (العشائر) إلى صفوف الروس، على أنْ يتمَّ العمل مع عناصرها بموجب عقود على غرار مرتزقة فاغنر، وقد تمَّ الزجُّ بهم أيضاً على جبهات خطرة جداً وضمن نطاق السيطرة الإيرانية غربَ دير الزور.
وتتمثّل مهمّةُ غالبية الميليشيات المحلية، سواءٌ تلك المنضمّة إلى الروس أو الإيرانيين بحماية القوات والميليشيات الأجنبية التابعة لروسيا أو إيران، حيث يتمُّ الزجُّ بهم عادةً على الخطوط الأولى خاصة في المحاور الخطرة (ميليشيات/قوات متقدّمة)، فيما يتمُّ الإبقاء على العناصر الأجانب في الخلف.
وعن عمليات نقلِ السلاح وحراسته، فقد أكّد (العبد الله) في حديثه لـ أورينت، أنَّ “من يتولى حراسة مستودعات السلاح وتأمينه ونقله هي ميليشيا فاطميون الشيعية الأفغانية”، وهو ما يؤكّد المعلومات حول عدم ثقةِ إيران بالمقاتلين العرب أو السوريين وخاصةً في المقرّات والمواقع الحساسة أو مستودعات الأسلحة والذخائر.
ولفت إلى أنَّ عمليات نقلِ السلاح تتمُّ في العادة من عدّة أماكن، أما في عمليات الاستقدام الأخيرة فقد استعانت الميليشيات الإيرانية بمستودعات سلاحها حتى الموجودة في ريف حلب، ونقلتها مع عناصرَ لها إلى ريف دير الزور الغربي، وفي العادة يتمُّ نقلُ السلاح ضمن شاحنات (غير عسكرية)، وخاصة شاحنات البرّاد التي تٌستخدم عادةً في نقلِ اللحوم، وذلك للتمويه ومنعاً لاستهدافها.
ووفقاً لـ “العبد الله”، فإنَّ الحرس الثوري بات يسيطر على جميع النقاط العسكرية والمحاور، في المنطقة الممتدة من مستودعات عياش – بادية البغيلية – بادية عياش – بادية التبني – بادية المسرب – وصولاً إلى بادية معدان والرصافة – بادية غانم – بادية الشنان بريف الرقة)، حيث تمَّ الانتشار بموجب الاتفاق، والسبب الرئيس هو (هجومُ داعش على هذه المناطق) وتركُه لمناطق الإيرانيين في البوكمال والميادين، وهو ما ولّدَ حالة من الشكّ لدى الروس.