سجنَها والدُها وعذَّبها.. وفاةُ طفلةٍ في أحدِ مخيّمات الشمالِ السوريّ

تُوفيت طفلة سورية نازحة أمس الأربعاء في أحدِ مخيّمات الشمال السوري بعد تعرّضها للتعذيب والسجن على يدِ والدها الذي كان يقيدها بسلاسل حديدية في مخيّمٍ بريفِ إدلب.

وتداول ناشطون صورة لطفلة صغيرة مكبّلةٍ يدُها بسلسلة حديدية، مؤكّدين أنَّها فارقتْ الحياة، في إحدى مخيمات محافظة إدلب، نتيجةَ سجنها من قِبل والدِها في قفص وانعدام التغذية والرعاية الصحية لها.

الطفلة تدعى “نهلة العثمان” ذات الخمس سنوات، نازحة من بلدة كفرسجنة جنوب إدلب، وتعيش مع والدها الذي خصّص لها قفصاً وسلسلة حديدية، في مخيم “فرج الله” في بلدة كللي شمالَ إدلب، وذلك بعد طلاقه من والدتها.

وذكر الناشطون أنَّ الطفلة “نهلة” صمدتْ لعدّةِ أشهر على هذه الحال، وسط ندرة الطعام والشراب، وكانت تمشي في المخيم أمام ناظر الجميع مكبّلة بجنزيرها، لتأوي إلى القفص الذي أصبح بمثابة بيت دائمٍ لها، وتداولوا صورة لبيان مستشفى “مدينة للأمومة والطفولة” بتوقيع الطبيب محمود مصطفى.

وتوفيت الطفلة ليلة الثلاثاء – الأربعاء بسبب الجوع و العطش والتهاب الكبد وأمراض أخرى نتيجة الظروف القاسية التي كانت تعيشُها.

ووفقاً لناشطين فإنَّ والد الطفلة “عصام العثمان” هو أحد عناصر “هيئة تحرير الشام” في إدلب، ووفقَ مقرّبين من الطفلة فإنَّ “العثمان” لديه أيضاً طفل عمره 16 سنة هرب منه نتيجة المعاملة السيّئة، ولا أحد يعرف عنه شيئاً منذ مغادرته المنطقة.

وحول ملابسات وفاة الطفلة قال قائد شرطة سرمدا النقيب “المعتز بالله سليمان” التابع لحكومة الإنقاذ, “وردتنا معلومات بوفاة الطفلة نهلة عثمان من أهالي بلدة كفرسجنة نازحة إلى بلدة كللي في ظروف غامضة، حيث أفاد بعضُ الأهالي بأنَّ والدها عمد إلى سجنها وربطها وتعذيبها”.

وأضاف أنَّ الشرطة أحضرت والد الطفلة وبدأت التحقيق معه، مؤكّداً أنَّه سيتمُّ اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقّه فورَ انتهاء التحقيق.

وسبق أنْ شهِدَ الشمالُ السوري حوادث تعنيف ضدَّ الأطفال منها ما أودى بحياتهم، وفي الشهر الماضي، عثرت الشرطة في ناحية جنديرس بريف مدينة عفرين شمالَ حلب على طفلة عمرها حوالي سنتين عليها آثار كدماتٍ على الرأس، واعتقلت أمها وزوجها اللذين اعترفا بالجريمة المنسوبة إليهما.

وتوفت الطفلة “غفران طرشة كردي” (سبعة أعوام) في مدينة إدلب، في 12 آذار الماضي، بسبب ضربها من قبل والدها المدعو “فادي” وتعنيفه الدائم لها بعد تحريض مستمرٍّ من قِبل زوجته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى