سقوط أخلاقي لقناة معروفة بعد وصفها فصائل الثوار المعارضين للأسد بـ “الإرهابيين”.. والقناة تحاول التبرير (صور)

وصفت قناة “العربية” التلفزيونية فصائل الثورة السورية التي تقاتل نظام الأسد في ريف حماة بـ “الإرهابية”، وذلك بحسب أحد تقاريرها الذي نشرته عبر موقعها الإلكتروني (العربية نت)، وهو ما اعتبره ناشطون ثوريون معارضون للأسد تعبيراً عن موقف جديد متقرّب من نظام “بشار الأسد” المجرم.

وتحت عنوان: “83 قتيلاً في معارك بين النظام وإرهابيين قرب إدلب”، كتبت “العربية نت”: “قتل 83 شخصاً في الساعات الـ 24 الماضية خلال معارك بين قوات النظام السوري وفصائل إرهابية قرب محافظة إدلب شمال غربي البلاد”، وفق ادعائها.

وكان واضحاً أنّ التقرير منقول عن وكالة “فرانس برس”، ولكن الوكالة لم تستخدم هذا الوصف، بل إنّها استخدمت عبارة “فصائل جهادية ومعارضة”، بينما قامت “العربية” بتحويله إلى “الإرهابيين”، وهو ما تكرّر عدّة مرات في التقرير.

يشار إلى أنّ هذه الصيغة كانت قد نشرت أيضاً في عدّة مواقع موالية للنظام، ما يطرح احتمال أنّ “العربية” نقلت الخبر منها كما هو، ولم تأخذه من المصدر الأصلي.

وربما هذا يفسر تراجع قناة “العربية” لاحقاً عن هذا الوصف، لتقوم بتعديله فيما بعد إلى “الفصائل المسلحة”، دون الإشارة إلى “إرهابية” أو “جهادية” أو “معارضة”، كما حذفت القناة تغريدةٍ لها من على موقع تويتر تروّج للتقرير بصيغته الأولى قبل التعديل.

ويتحدث التقرير عن المعارك في أعقاب هجوم مضادٍ شنّته فصائل الثورة السورية في شمال غرب مدينة حماة يوم الخميس الفائت، حيث سيطرت الفصائل على قريتي تل ملح والجبين.

ولاقى التقرير الذي نشرته قناة “العربية” انتقادات واسعة وهجوماً حاداً، واعتبر بمثابة دليل على التحوّل في موقف الأخيرة ومن ورائها تجاه نظام “بشار الأسد”.

وخصوصاً أنّ هذا التقرير يأتي بالتزامن مع تواجد مراسل لقناة “العربية” في مناطق النظام في العاصمة دمشق للمرّة الأولى منذ سنوات، حيث ظهر مراسلها “سعود الخلف” مؤخّراً في تقرير للقناة من دمشق حول الدراما السورية خلال رمضان.

كما أطلق مغرّدون على موقع تويتر هاشتاغ “ثوار ليسوا إرهابيين” عقب وصف قناة “العربية” فصائل الثورة السورية بـ “الإرهابين”، وذلك في تغطيتها للأخبار الواردة من معارك شمال حماة.

ويشار إلى أنّ فصائل عدّة تشارك في معارك ريف حماة، بينها فصائل تنتمي للجيش الوطني المحسوب على الجيش الحرّ والمدعوم من تركيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى