صحفيٌّ تركيٌّ يدافعُ عن السوريينَ ويكشفُ كيف ساهموا بتدفّقِ ملايينٌ الدولاراتٌ لبلادِه

أكّد الكاتب التركي “سعدي أوزديمير” أنَّ بعضَ السياسيين المعارضين يتعمّدون صنعَ نهجٍ معاد للمهاجرين وإنشاء خطاب “فاشي” إلى جانب تلفيق حوادثَ تتعلّق بالنظام العام والادعاء بأنَّ اللاجئين تسبّبوا بأعباء مالية كبيرة للبلاد، وذلك من أجل تشويه سمعةِ الحكومة التي ترحّب بالمهاجرين وتقوم بحمايتهم.

جاء ذلك في مقال للكاتب نشرته صحيفة “دنيا”، تحت عنوان “تركي وسوري وألماني وإيطالي”، وترجمَه موقع “أورينت نت”.

وأشار “أوزديمير” في مقاله إلى أنَّ أحدَ رجال الأعمال الأتراك في منطقة الأناضول أخذ يفخر بشراكته الناجحة مع السوريين الذين ساعدوه بزيادة صادراته إلى كلِّ من ألمانيا وإيطاليا بفضل علاقاتهم الواسعة هناك.

وأكّد رجلُ الأعمال، أنَّه قام بتصدير بضائع بقيمة 46 مليون دولار العام الماضي فيما ارتفع الرقم لـ 55 مليوناً العام الحالي.

كما بيّن رجلُ الأعمال التركي أنَّ لديه 450 موظفاً بينهم 150 سورياً يعملون وفقاً لقوانين الموجودة بالبلاد.

موضّحاً أنَّ فكرة العمل مع الشركاء السوريين أتت عندما جاء التجار السوريون وعرضوا عليه إيصاله مع زبائنهم في ألمانيا وإيطاليا لتصدير الملابس الجاهزة مقابلَ تزويدهم بالمال الضروري، وقاموا بإقناع عملائهم بهذه الشراكة التي تحقّقت بالفعل، وتمّت كتابة اتفاقية الشراكة هذه بواسطة شريك ألماني.

“أوزديمير” أوضح أيضاً، أنَّ مثل هذه الشراكات توجد أيضاً بين رجال الأعمال الأتراك والسوريين الذين يعملون في مجالات الصحة والنسيج والبناء والتجزئة في إسطنبول، إلا أنَّ الكثير منهم لا يريد الإفصاح عنها لأسباب تتعلّق بمضايقات وتهديدات خاصة على حدِّ قوله.

وأشار الكاتب إلى أنَّ بعض السوريين لا يريد التحدّث عن إنجازاته في تركيا أو أنْ يصبح شريكاً رسمياً في شركات تمَّ تأسيسها نيابةً عن أتراك يثقون بهم.

ولفت “أوزديمير” إلى أنَّ بعضَ المواطنين العاطلين عن العمل يقولون، “جاء سوريون وعراقيون وأفغان واستولوا على وظائفنا”.

كذلك يتبنّى بعضُ السياسيين هذا الخطاب ويتّهمون من يوظّف المهاجرين بـ “الخيانة”.

إلا أنَّ الأمر ليس كما يشيعون، وفقاً للكاتب، موضِّحاً، أنَّ العديد من الصناعيين يؤكّدون أنَّ معدّل العمال المهاجرين في بعض المناطق الصناعية تجاوز 50 بالمئة وأنَّ البعض يصرّح بأنَّ أهمّ معلمي مصنعه هم من المهاجرين.

وأفاد الكاتب بأنَّ عددَ الشركات التي لديها شريكٌ واحدٌ على الأقل من أصل سوري يتجاوز 20 ألف شركة، وإجمالي رأس مال هذه المشاريع 450 مليونَ دولار، فيما يصل هذا الرقم إلى ما يقرب من 500 مليونِ دولار، كما أنَّ المهاجرين السوريين أكثرُ شيوعاً في الصناعة وتجارة الجملة والتجزئة والخدمات والعقارات.

وحول ادعاءات البعض أنَّ الخطر قادمٌ من استيراد منتجات سورية وإدخالها لتركيا، أوضح “اوزديمير” أنَّه يتمُّ استيراد مجموعة منتجات معيّنة بالفعل بشكل كبيرٍ من سوريا كالبطاطا وزيت الزيتون.

لكن مع ذلك فإنَّ هذه الواردات تكاد تكون معدومةً عند مقارنتها بإجمالي صادرات تركيا إلى سوريا، والتي تجاوزت ملياراً و66 مليونَ دولار في الشهور التسعة الأولى لعام 2021.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى