صحفيٌّ موالٍ يهاجمُ نظامَ الأسدِ وأجهزتَه الأمنيّةَ ويتهمُهم بالفسادِ والإجرامِ

هاجم الصحفيُّ الموالي “كنان وقاف” نظامَ الأسد وأجهزتَه الأمنيّة والمتنفّذين داخل النظام، متّهماً إياهم بالفساد والإجرام والوقوفِ وراءَ الأزمات السياسية والاقتصادية التي تشهدُها سوريا.

الصحفي الموالي “وقاف” اعتُقل أكثرَ من مرّة لكشفِه الفساد في عددٍ من الملفّات، أبرزها ملفُّ الكهرباء الذي يثير غضبَ السوريين في مناطق سيطرة نظام الأسد منذ سنواتِ بسبب طول مدّة التقنين التي تصلُ لأكثرَ من 20 ساعةً يومياً.

وكشف “وقاف” في منشورٍ على صفحته في “فيسبوك” عن منعِه من مزاولة العمل بموازاة التحقيقاتِ الأمنيّة معه ومع أفراد من عائلته وأصدقائه وجيرانه، طوالَ العامين الماضيين، رغم أنَّه لم يرتكب أيَّ ذنبٍ أصلاً.

وأوضح أنَّ اتهامات وجّهت له بـ”القبضِ بالدولار” والانتماءِ لـ”شبكةٍ خارجيّة ضدَّ الوطن هدفُها إثارةُ البلبلة والاستياءُ العام مع التحريض على التظاهر”.

مشيراً إلى أنَّ أجهزة نظام الأسد الأمنيّة أجرت دراساتٍ معمّقة عنه بحجّةِ إعادتِه لوظيفته التي منعتْه من العودة إليها حتى بعدَ موافقةِ وزير الإعلام، ما حولَّه إلى عاطلٍ عن العمل في القطاع الحكومي بموازاة إصدار أوامرَ بعدم تشغيله بالقطاع الخاص، لافتاً إلى أنَّه عملَ مع بعض الأصدقاء في مهنٍ عديدة واضطر للاستدانة من أصدقاء آخرين، لينتهيَ به الحالُ وهو يبيبع أغراضَ بيته تباعاً لتأمين طعامٍ لأطفاله.

اعتقل “وقاف” الذي كان صحافياً في صحيفة “الوحدة” المحليّة في اللاذقية، للمرّة الأولى عندما تحدّث عن صفقة فسادٍ متعلّقةٍ بالكهرباء وكشفهِ عقوداً بين وزارة الكهرباء وشركات خاصةٍ تورّد مستلزمات الطاقة الشمسية للبلاد.

وتمَّ اعتقالُه للمرّة الثانية بعد نحو ستة أشهر فقط، بعد كشفه تواطؤَ محافظ الحسكة اللواء غسان خليل، في حادثةِ اختطافِ عسكري سوري وطلبِ فديةٍ ماليةٍ باهظة من أهله.

وتعرّض “وقاف” بعدها لحملة تشويه سمعةٍ بين جمهوره بالقول مرّة بأنَّه خائن رغم رفعه الدائم لشعارات نظام الأسد في صفحاته الشخصيّة، ومرّةً أخرى أنَّه متهربٌ من الخدمة العسكرية الإلزامية رغم كونِه وحيداً، ما يجعله وفقَ القانون السوري معفىً من أداء تلك الخدمة، التي تصفها منظماتٌ حقوقية عالميةٌ بأنَّها تشكّلُ انتهاكاً لحقوق الإنسان.

وبحسب “وقاف”، طالت التهديداتُ والتحقيقات زملاءه للضغط عليه بهدف إزالةِ بعضِ المنشورات التي تفضح الفساد، ليصلً الأمرُ حدَّ استدعاءِ أصدقائه المقرّبينَ وتخويفِهم منه كما تمَّت إخافةُ بعض أقاربه في الفروع الأمنيّة.

وأمام تلك المضايقات، شنّ وقّاف هجوماً ضدَّ نظام الأسد وشعاراتِ حزب البعث وأركانِ الفساد، قائلاً، إنَّ “النهج التخويني يجعل من كلِّ شخصٍ ينتقد فسادَكم المفضوح جاسوساً، وكلِّ من يكشف سرقاتِكم ونهبَكم لهذا الوطن عميلاً، وكلّ من يعرف حقيقتكم النتنة مندسّاً تقف خلفَه قوى الإمبريالية والصهيونية والرجعية، وكلّ تلك الشعارات التي ضحكتُم على الشعب بها لسنواتٍ ونهبتم خيراتِه ومستحقّاتِه”.

وفي إشارة إلى عائلة الأسد قال وقاف، “ما زلتم تعتبرون هذا الوطن مزرعةً موروثة لا أحقيّةَ لأحدٍ غيرِكم فيها، وتعتبروننا فيها مجردَ عبيد كثيرٌ علينا أنْ نأكل ونشرب ونتناكح كالبهائم لننجبَ لكم المزيدَ من العبيد، ما زلتم تسنّون القوانينَ على هواكم الدكتاتوري وإنْ صدف ووُجِد قانونٌ يُنصف هذا الشعبَ المقهور فإنَّكم تبدعون في اختراقه وتجاوزِه جهاراً نهاراً بكلّ سقاطة ووقاحة”.

ولمَّح إلى مسؤولية رأسِ نظام الأسد والمُقرّبينَ منه عن الفساد، دون أنْ يذكرَهم صراحةً، متسائلاً، “عمّن أصدر الأوامرَ بوضع حواجزَ على طرقات مهمتُها فقط فرضُ إتاوات على كلّ شيء وبالدولار، وعن من باع شركاتٍ بأبخسِ الأثمان وقبض الملايين كسمسرة بالدولار، وعن من صنع تجارَ حروب (كواجهة)، قصورُهم أفحشُ من قصور ألف ليلة وليلة وجعل لهم الوطنَ سوقاً بوكالات واحتكارات حصرية تدرُّ عليه ملياراتِ الدولارات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى