صحيفةٌ: أضرارٌ جسيمةٌ لحقتْ بالاقتصادِ التركي منذُ بدءِ ترحيلِ اللاجئينَ السوريينَ

رغمَ المطالب المتكرّرة من قِبل المعارضة التركية بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، بحجّة أنَّهم يسرقون من الأتراك أقواتَهم ووظائفَهم ويتسبّبون بالبطالة للكثير من الشبّان، إلا أنَّ ما نشرته كبرى الصحفِ المعارضة حول تأثير ترحيلِ السوريين على الاقتصاد وعملياتِ التصنيع يناقض ما تطالبُ به معظمُ أحزاب المعارضة.

وذكرت صحيفة سوزجو في مقالٍ لها بعنوان (انسحبَ الأجانبُ، وواجه الإنتاجُ مشكلةً) إنَّه خلال العامين الماضيين حقّقت صناعةُ المنسوجات والملابس الجاهزة بتركيا ارتفاعاً سريعاً مع زيادة الطلباتِ وخاصةً عقبَ وباء كورونا، بينما أدّتْ معدلاتُ استخدام القدرات التي تصل إلى 85 في المئة إلى زيادةِ الطلب على الاستثمار والعمالة.

وأشارت الصحيفةُ المعارضة إلى أنَّ منطقتي لاليلي وعثمان بيه اللتين تشكّلان ركيزةً مهمّةً في صناعة المنسوجات والملابس الجاهزة زادت الحاجةُ فيها إلى استثمارات جديدة، كما واجهت بعضُ مرافق الإنتاج صعوباتٍ في التصنيع تتمثّل بفقدان العمالِ الأجانب حيث تمَّ سحبُ السوريين من هذا القطاع.  

ونقلت سوزجو عن “إركان هاردال” نائبِ رئيس جمعية لاليلي الصناعية ورجالِ الأعمال في إسطنبول قوله: إنَّ الصناعة التحويلية في مأزقٍ ولاسيما في ورش العمل الصغيرة بسببِ عدم وجود الكثير من العمال المحليين لذا توجّه الطلبُ للمزيد من العمال الأجانب (في إشارةٍ إلى اليد العاملةِ السورية). 

وأضاف هاردال أنَّ إنتاجَ الملابس الجاهزة والمنسوجات في سوريا وتركيا متشابهان، وبعد أنْ تمَّ تقليصُ عددِ العمال في ورشِ الإنتاج من 50 شخصاً إلى 20 شخصاً، وسحبِ السوريين منها فجأةً، أصبح هناك انخفاضٌ بنسبة 50 في المئة، لافتاً إلى أنَّ نحو 500 ألف سوري قد تمَّ إعادتُهم مؤخّراً إلى بلادهم وأنَّ بينهم موظفين وعمالاً في قطاع الإنتاج ، الأمرُ الذي أثّر سلباً.

وتابع المسؤول التركي أنَّ النقصَ في العمالة داخلَ الورش بلغ ذروتُه في الأشهر الستة الماضية حيث زادتْ التكاليفُ أيضاً، وفي الوقت الحالي يقومون بالإعلان عن “موظفين غيرِ مهرةٍ” لكن برغم هذا لا يمكنهم العثورُ على أيِّ عمال.

من ناحيتها صرّحت “إدا أربجي” رئيسةُ رابطة رجال الأعمال المنطقة الإنتاجية في “عثمان بي” (Osmanbey Textile Business) إنَّ معظمَ صادرات القطاع الإنتاجي في تركيا يتمُّ فيها الاستعانةُ بمصادر خارجية (عمالٍ أجانب كالسوريين)، وإنَّ استخدامَ تلك القدرات في المصانع قد تجاوز 85 بالمئة، كما أنَّ القطاع بدأ يعاني من مشاكلَ في القدرات والتوظيف (في إشارةٍ منها إلى فقدانِ اليد العاملة السورية بسببِ الترحيل).
 
و قالت أربجي:  إنَّه ينبغي تنظيمُ دورات وبرامجَ تدريبيّة مختلفةٍ لتدريب الموظفين وسدِّ النقص في قطاعِ الإنتاج.

يُذكر أنَّ البنك المركزي للجمهورية التركية (TCMB) نشر دراسةً حول تأثير الهجرة السورية على الشركاتِ وأسواق العمل في تركيا، حملت عنواناً “عواقبُ التدفق الهائل للاجئين على أداء الشركاتِ وهيكلية السوق وتركيبته” حيث بيّنتْ أنَّ الدراسة التي نشرها في موقعه الإلكتروني في 66 صفحة، شملت تأثيرُ الهجرة السورية على هيكلية السوق والتنمية للشركات القائمة وتأسيس شركات جديدة.

وأكّدت الدراسةُ أنَّ المهاجرين السوريين شكّلوا 10% من عددِ السكان الأتراك المحليين، وهذا أدّى إلى زيادةٍ في متوسط مبيعاتِ الشركات بنسبة 4%، إضافةً إلى زيادةٍ في تأسيس شركات جديدةٍ مسجّلةٍ بنسبة 5%.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى