صحيفةٌ ألمانيّةٌ تكشفُ وصولَ ملايينِ المساعداتِ إلى جيوبِ ميليشياتِ الأسد ِ

قالت صحيفة “تاغ شبيغل” الألمانية في تقريرٍ لها، وفقاً لدراسات سابقةٍ أجرتها الأممُ المتحدة ووزارةُ الخارجية الألمانية، كشفت فيه الطرقَ والآلياتِ التي استطاع من خلالها قادةُ ميليشيات ورجالُ أعمال تابعون لنظام الأسد -من بينهم فادي صقر وسامرُ فوز ونزار الأسعد- الخاضعون للعقوبات الأمريكية، أنْ يستفيدوا من المساعدات الأمميّة المقدّمة لسوريا.

ولفتت الصحيفةُ الألمانية إلى أنَّ توصياتِ تقريرها الذي عنونته بـ “صفقاتٌ قذرةٌ في دمشق: كيف يستفيد أنصارُ الأسد من أموال الأمم المتحدة؟”، تخضع حالياً لتقييم الدول المانحة.

تقريرُ الصحيفة الألمانية أوضح أنَّه قُتل ما يصل إلى 280 شخصًا في الـ16 من نيسان 2013 في مجزرة التضامن، حيث ظهر الجناةُ وهم يصوّرون أنفسهم في أثناء قتلِهم الأسرى، إذ كانوا متأكّدين من عدم محاسبتِهم!

حيث تمَّ اصطحابُ الضحايا المقيدين ومعصوبي الأعين إلى قبرهم الذي كان عبارة عن حفرة حديثة في الأرض بحيّ التضامن في ضواحي العاصمة السورية دمشق، ثم يطلقون النارَ عليهم عند حافةِ الحفرة بعضُهم بالبنادق الآلية، والبعضُ الآخر بمسدسات.

ويوضّح التقرير أنَّ منظمات الأمم المتحدة تعمل بشكلٍ أساسي في المناطق التي يسيطر عليها نظامُ الأسد، لأنَّ هذا هو المكان الذي يعيش فيه معظمُ السوريين الذين لم ينزحوا أو يهجّروا إلى الخارج، حيث يحتاج نحو 15 مليونَ شخصٍ إلى مساعدات إنسانية.

وتعتبر ألمانيا من أكبرِ الجهات المانحةِ للمساعدات إلى سوريا، ووفقًا للأرقام الحكومية، فقد قدّمت برلين قرابة 8.6 مليارات يورو لسوريا والدولُ المجاورة منذ اندلاعِ الحرب في عام 2011. وفي الربيع الأخير، تعهّدت الحكومةُ الفيدرالية بمليارٍ آخرَ.

كما أجرى خبراءُ من منظمة “مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية” (OPEN) من كندا و”برنامج تطوير القانون السوري” (SLDP) من بريطانيا، دراسةً تناولوا فيها أكبرَ مئة شريك للأمم المتحدة في سوريا، وتوصلوا إلى استنتاج مفادُه أنَّه في عامي 2019 و2020 ذهب نحو 140 مليونَ دولارٍ من برامج مشتريات الأمم المتحدة إلى المورّدين ومقدّمي الخدمات المصنّفين على أنَّهم موالون للنظام.

هذا المبلغ يتوافق مع ما يقربُ من نصفِ مجملِ أوامرِ صرفِ الأمم المتحدة، ووفق الدراسة، فإنَّ قائدَ الميليشيا فادي صقر لا يزال خفيفًا نسبيًا بأوامر صرفٍ بلغت قيمتُها مليون دولار.

وتلقّت شركةٌ أمنيّةٌ منسوبة إلى ماهر الأسد أكثرَ من مليوني دولار من الأمم المتحدة، بينما حصلَ رجلُ الأعمال سامرُ فوز على 25 مليونَ دولارٍ من الأمم المتحدة.

ونقلت الصحيفة الألمانية عن حميد قوله: “على الدول المانحة مثلِ ألمانيا أنْ تطالبَ الأمم المتحدة بأخذِ دراسةٍ لقضايا حقوق الإنسان في الحسبان عند عملياتِ الشراء”. وأضاف أنَّه يجب على المانحين مراقبةُ استخدام الأموال عن كثب أكثرَ من ذي قبلُ “حتى تذهبَ الأموالُ لمن يحتاجونها وليس إلى الأشخاص المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان”.

ووفقاً للصحيفة، فإنَّ الحكومةَ الفيدرالية تأخذُ الدراسة على محملِ الجدِّ، ونقلت عن متحدّثٍ باسم وزارة الخارجية الألمانية قوله إنَّ توصيات التقرير تخضع حاليًا لتقييم الدول المانحة.

وأضاف: “هناك توقّعٌ عام بأنْ تتمسّك الأممُ المتحدة بالمبادئ الإنسانية المتمثّلة في الإنسانية وبـ عدمِ التحيّزِ والاستقلال والحيادِ”.

ومع ذلك -تقول الصحيفةُ- لا فائدةَ من جميع آلياتِ الرقابة إذا كان كبارُ مسؤولي الأمم المتحدة يحتفظون بعلاقاتٍ شخصيّةٍ وثيقةٍ مع نظام الأسد . فعلى سبيل المثال، أطلق موظفو منظمةِ الصحة العالمية في دمشق ناقوس الخطر لأنَّ رئيستَهم “أكجمال ماغتيموفا” قيل إنَّها أفسدتْ العديدَ من أتباع الأسد بهدايا باهظةِ الثمنِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى