صحيفةٌ أمريكيّةٌ: البنتاغون أخفى أعدادَ الضحايا المدنيينَ جرّاءَ غاراتِه

قالت صحيفةُ “نيويورك تايمز” إنَّ القيادة العسكرية الأمريكية تحفّظت عن نشرِ بياناتٍ حول أعدادِ الضحايا المدنيينَ نتيجةَ غاراتها في سوريا والعراق وأفغانستان خلال السنواتِ الماضية.

ووفقاً لتقرير نشرتْهُ الصحيفةُ، أمس السبت 18 كانون الأول، فإنَّ قيادةَ وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” لم تنشر أعدادَ الضحايا المدنيين، بمن فيهم الأطفالُ، ولم يأخذ العسكريون الأمريكيون بالاعتبار أنَّ المدنيينَ قد يكونوا في المباني التي قدَّروا أنَّها تعودُ لمسلّحينَ، في غالبية الحالات.

وأوضحتْ الصحيفة أنَّها حصلتْ على ما يزيد عن 1300 وثيقةٍ داخليّةٍ من “البنتاغون”، التي تشير إلى أنَّ “القيادة لم تجرِ تحقيقاتٍ كاملةً في مثل هذه الحوادث ولم تتّخذ إجراءاتِ منعِها في المستقبل”.

ووفقاً للإحصاءات الرسمية الصادرة عن “البنتاغون”، فقد قُتل 1417 مدنيّاً عند ضربِ مقاتلي تنظيم “داعش” عام 2014، كما قُتل 188 مدنيّاً جرّاءَ الضربات الجويّة الأمريكيّة في أفغانستان منذ عام 2018، بينما تشير الموادُ التي حلّلها معدّوا تقريرِ الصحيفة إلى أنَّ مئاتِ الضحايا بين السكان المدنيين لم يؤخذوا في الاعتبار ببساطةٍ.

ولفتت الصحيفة إلى أنَّ “الخسائر في صفوف المدنيين كانت في الغالب ناجمةٌ عن حقيقة أنَّ الجيش عند الاستعداد للهجوم أساء تقديرَ الوضع على الأرض، واعتبر المدنيينَ إرهابيين، وفي كثيرٍ من الحالات، لم يعتبر العسكريون الأمريكيون أنَّ المدنيين قد يكونوا في المباني التي قدَّروا أنَّها تعود للمسلّحين”.

كما لم يخبر العسكريون الأمريكيون القيادةَ بأنَّ مدنيين بمن فيهم أطفال، قد يكونوا في منطقة تواجدِ الإرهابيين.

وأشار التقريرُ إلى أنَّ قيادة وزارة الدفاع الأمريكية لم تنشرْ تقديراتها للخسائر المدنيّة المحتملة إلا في عددٍ قليل من الحالات، ولم تنطوِ الإجراءات الداخلية على أيِّ تغييرات استعداداً لضربات مستقبليّة إلا في وقائعَ نادرة، كما أنَّها لم تؤدِّ مطلقاً إلى إجراءات تأديبيّة ضدَّ العسكريين.

وأضاف التقرير أنَّ الكثيرَ من المدنيين الذين أصيبوا في غاراتٍ أمريكية، وبقوا على قيدِ الحياة، يعانون إعاقاتٍ تتطلّبُ علاجاً مكلفاً، وقد دفعتْ القيادة الأمريكية تعويضاتٍ لأسر القتلى والمصابين فيما لا يتجاوز العشرَ قضايا فقط.

وأكّدت الصحيفة أنَّ مراسليها زاروا أكثرَّ من مئة موقعٍ من تلك التي سقطَ فيها ضحايا، وأجروا مقابلات مع عشراتِ السكان الناجينَ، ومسؤولين أميركيين حاليين وسابقين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى