صحيفةٌ بريطانيةٌ: معركةٌ غيرُ معلنةّ بين الروسِ والأمريكيينَ في سوريا

نشرت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية مقالَ رأيٍّ للكاتب البريطاني “روبرت فيسك” تحت عنوان “ربّما تمّ نسيانُها تقريباً، لكنّ الحرب السورية لم تنتهِ بعدُ”، تناول فيه الانفجار الذي وقع شرق مدينة دير الزور وأودى بحياة لواء روسي كانت قافلتُه عائدةً مما وصفته وزارة دفاع الاحتلال الروسي بأنّه “عملية إنسانية”.

ويقول الكاتب “كانت القنبلة عبوة ناسفة بدائية الصنع.. ولم يذكر اسم الجنرال، وهو مستشار عسكري كبير، وفقاً للروس، لكنّه توفيَ متأثراً بجراحه الشديدة بعد تلقّيه المساعدة الطبية، وأصيب اثنان من زملائه لكنّهما نجيا”.

ويرى “فيسك” أنّه لدى قوات الأسد شكوكه الخاصة فقد يكون الهجوم “جزءاً من معركة صغيرة غيرُ معلنٍ عنها، ولكنّها قاتلة بين القوات الأمريكية والروسية وحلفائها في شرق سوريا”.

ولفت الكاتب إلى أهمية المنطقة التي وقعَ فيها الانفجار وهي تشتهر بميزتين فمدينة دير الزور تقع على ضفاف نهر الفرات، كما أنّها تضم حقول النفط السورية، ومعظمها الآن في أيدي الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في المنطقة, في الإشارة لميليشيا “قسد”.

وذكر “فيسك” أنّه قبل عامين فقدت قوات الاحتلال الروسي أرفع مسؤول يُقتل في سوريا، وهو اللواء “فاليري أسابوف”، رئيس المجموعة الاستشارية العسكرية الروسية في سوريا، لافتاً إلى اشتباه “كلٍّ من الروس وقوات الأسد في أنّ قذيفة الهاون ربّما أطلقها مقاتلون أكراد وأنّ الأمريكيين ربّما شاركوا في استهداف الجنرال”.

بعد وقت قصير من مقتل اللواء الروسي هذا الأسبوع، قالت قوات الأسد إنّ دورية أمريكية اقتربت من إحدى نقاط التفتيش التابعة لها بالقرب من نهر الفرات، في ريف الحسكة، وهي منطقة يسيطر عليها نظامُ الأسد جزئياً ولكنْ أيضاً هناك “قسد” التي تتعاون مع واشنطن، وأكّدت قوات الأسد مقتل أحدَ جنودها برصاص جنود أمريكيين في إطلاق النار الذي أعقب ذلك وأصيب آخرون، بحسب “فيسك”.

ويلقي الكاتب الضوءَ على أنّه في الوقت عينِه تقريباً، سقطت صواريخ بالقرب من قاعدة أمريكية ليست بعيدة عن نهر الفرات، على أطراف أحد حقول النفط السورية التي تسيطر عليها القوات الأمريكية و”قسد” في شرق البلاد.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه قد قال العام الماضي إنّه “سيؤمّن حقول النفط” في شرق سوريا بعد أنْ أمرَ قواته في الأصل بمغادرة ما أسماه بلد “الرمال والموت”.

ويخلص الكاتب إلى أنّه يجب أنْ يُنظر إلى الأحداث في شرق سوريا في سياق العلاقة الأكثر هشاشة بين نظام الأسد و”قسد” وكذلك بين الروس والأمريكيين، على الرغم من أنّه من شبه المؤكّد أنّه سيكون هناك المزيد من العنف الذي يشمل كليهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى