صحيفةٌ بريطانيّةٌ: الأسدُ عقبةُ السلامِ والتسويّةُ الرئيسيّةُ في سوريا

نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية, مقالة لـ”ديفيد غاردنر”، قال فيها إنَّ السلام في سوريا يظل سراباً، والسبب هو وحشيةُ رأس نظام الأسد، وأضاف أنَّ الرئيس يظلُّ في مركز عدم الاستقرار وربَّما كان الحلُّ في تسوية أمريكية- إيرانية.

وأشار مقالته التي ترجمتها “عربي21″، إلى أنَّ الثورة المدنيّة ضدَّ نظام الأسد وطغيانه الوراثي في سوريا والتي تحوَّلت إلى حرب أهليّة وحشيّة لا تزال محتدمة، وتشيع الفوضى في الشرق الأوسط وأوروبا.

وتساءل الكاتب، ما هو مستقبل سوريا؟ ويجيب أنَّ رأس نظام الأسد رغم غروره إلا أنَّه جزء من ثلاث دول وهي الاحتلالان الروسي والإيراني وتركيا فيما يظلُّ الوجود الأمريكي بينَ بينَ، أيّ خارجَ وداخلَ.

ولكنَّ رأس نظام الأسد هو مركز عدم الاستقرار ويمنع الدستور الجديد الذي دفعت به موسكو الذي قد يحدّد قوته وطغيانه، فيما سيطرت تركيا على أربعة جيوب لدفع حلفاء أمريكا الأكراد بعيداً عن حدودها، ولكنَّ الاحتلال الروسي وتركيا في حالة قتال مستمرٍ، وربما كان الاحتلال الإيراني أكثرَ مرونة.

ويريد “جوزيف بايدن” العودة إلى الاتفاقية النووية التي مزَّقها سلفه “دونالد ترامب” والعمل بعد ذلك مع جيران إيران للحدِّ من جهودها في مجال الصواريخ الباليستية والميليشيات لبناء محور من القوة الشيعية في المشرق وحتى الخليج.

والمحور هو مجموعة من الدول الفاشلة وهي سوريا ولبنان واليمن والعراق والتي تحاول طهران والميليشيات الموالية لها السيطرةَ عليها.

وأيُّ حلٍّ يجب أنْ يكونَ يحتوي على تقاربٍ إقليمي وبناءٍ أمني يتبعه برنامج إعادة إعمار تستفيد منه دول الخليج، وهي تحاول تنويعَ اقتصادها بعيداً عن النفط، وحتى الآن يبدو هذا كسرابٍ وليس رؤية، وهذا لا يعني أنَّ هناك بديلاً قابلاً للتطبيق.

وأضاف أنَّ الحرب السورية هي في الحقيقة ثلاثة نزاعات: نظام الأقلية الذي يقودُه الأسد ويشنُّ حرباً شاملة ضدَّ شعبه، ونزاعٌ عرقيّ- طائفيّ والذي يقوده المحور الذي يقوده المحتل الإيراني ضدَّ الغالبية السنيّة في سوريا، وحربٌ إقليميّة والتي تستخدم فيها القوى الخارجية بما فيها الاحتلالان الروسي والإيراني، تركيا، والولايات المتحدة سوريا كساحة لمتابعة مصالحها.

وقال إنَّ “الغزو المتهوّر الذي قادته الولايات المتحدة على العراق في عام 2003 أدّى لزرع بذور حروب الوكالة بين السنة والشيعة وتكاثر الحركاتُ الجهادية”.

وكان ضعفُ القوى الغربية التي حرضت ضدَّ الجماعات السورية المعارضة ثم تركت أمرَ تسليحها لتركيا ودول الخليج ضامناً لأنْ تتفوّقَ الجماعات المسلّحة على المعارضة الرئيسية

واستخدم نظام الأسد ومن اقتنعوا بمنطقه ذريعة الجهاديين لتقديم أنفسهم على أنَّهم
حاجر؟؟؟
علماني يحمي الغرب من التطرّف بدلاً من كونهم حاضنة للقوى السامة التي يقدّمون أنفسهم كمضادّين لها.

فقد أفرغوا السجون السورية من الجهاديين في 2011 وراهنوا على أنَّها ستقوم باختطاف الثورة، تماماً كما أثاروا الطائفية في لبنان وأرسلوا الجهاديين السنة إلى العراق المحتل من أمريكا.

ومع ذلك اقتربت المعارضة من الإطاحة بنظام الأسد في 2012 و2013 و2015، وأصبح رأسُ النظام عالقاً في بقايا دولة، حتى تدخَّل المحتل الإيراني أولاً ثم المحتلُّ الروسي لنجدة النظام.

واستطاع الآن استعادةَ ما نسبتُه 70% من سوريا مع أنَّ مناطق واسعة يسيطر عليها حلفاءُ نظام الأسد من أمراء الحرب ومنظمات الجريمة المنظمة، وكان الثمنُ باهظاً ومريعاً.

فغاراتُ قوات الأسد والاحتلال الروسي والقصف المدفعي حوَّل المدن السورية بما فيها حلب وحمص حوَّلها إلى أنقاض.

ومعظمُ القتلى في الحرب وعددُهم تقريباً نصفُ مليون شخصٍ من المدنيين، قُتلوا من خلال البراميل المتفجّرة والصواريخ الباليستية والتجويع والحصار وغاز الأعصاب وغيرها من الأسلحة الكيماوية التي استهدفت المدارس والأسواق وأكثرَ من 800 عيادةٍ ومنشأة طبيّة، وتمَّ تشريدُ نصفِ السكان.

واعتمد نظامُ الأقليّة الذي لم تعدْ لديه القدرات البشرية الديمغرافية، على منحِ الرخص لتجار الحرب والمتربِّحين منها لمصادرة ممتلكات اللاجئين.

وقال الكاتب, الرضا عن هزيمة تنظيم “داعش” وخلافته العابرة للحدود ليس في محلّه، فسلفه في العراق ولد من جديد مرَّة أخرى، ويرى الخبراء أنَّ العدد زاد عن ذلك بـ 40 مرّةً، وهو عددُ كافٍ لإعلان تمرّدٍ في دولتين متفكّكتين كسوريا والعراق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى