صحيفةٌ: سوريا “عالقةٌ” بينَ رهاناتٍ أمريكيةٍ وروسيّةٍ

كشفت جولتان من المحادثات “غيرِ المعلنة” حول سوريا, بين الاحتلال الروسي من جهة, وأمريكا وفرنسا من جهة ثانية, خلال الأيام الماضية, عن وجود مقاربتين تسيران بطريقين متوازيين، يختلف كلّ من الطرفين إزاء نقطة اللقاء- التقاطع بينهما, وفْقَ ما أوردت صحيفة “الشرق الأوسط في تحليل إخباري، اليوم الأربعاء.

وأضافت الصحيفة، أنّ نقطة اللقاء بحسب ما يراها الاحتلال الروسي هي الانتخابات المقبلة التي سيجريها نظام الأسد منتصف العام المقبل، لإعلان “الغرب التراجع عن سياساته الخاطئة”.

وتراهن واشنطن ودول غربية على أنّ تفاقم الأزمة الاقتصادية وتلاشي آمال التطبيع وعدم إعمار سوريا، ستؤدّي إلى إعلان الاحتلال الروسي التراجع عن “رهاناته الخاطئة”.

وأشارت “الشرق الأوسط” إلى أنّ الاحتلال الروسي يبدو “غاضباً” من الجولات الأخيرة من عقوبات “قانون قيصر” الأميركي، ومن جهود واشنطن لمنعِ مساهمة دول بإعمار سوريا أو التطبيع الدبلوماسي والسياسي مع نظام الأسد.

ورأت أنّ الاحتلال الروسي قرّر عدم الدخول في مفاوضات جدّية مع الدول الغربية حول سوريا ويرفض مقاربة “خطوة مقابل خطوة”، ويريد تأجيل أيّ حوار أو تعاون إلى ما بعد الانتخابات الأميركية، فيما يبدو إنّه رهان على “شلل” في أميركا أو انسحاب من سوريا.

ولفتت الصحيفة إلى وجود تنويه روسي بالتعاون مع تركيا في إدلب حيث ترى أنّ الهدنة “صامدة”، مقابل تقزيم للوجود الأميركي شرق الفرات، حيث تحاول موسكو “مغازلة” الأكراد السوريين لإبعادهم عن الأميركيين من جهة وتتعاون مع نظام الأسد والاحتلال الإيراني من جهة ثانية لتحويل شرق الفرات إلى “كابوس” للأميركيين.

أما بالنسبة للدول الغربية، فإنّها تدعم هدنة إدلب، وتطالب بأنّ تكون شاملة لكلِّ البلاد، كما تدعم الموقف التركي بالتفاوض مع الجانب الروسي للحفاظ على وقفِ النار في شمال غربي البلاد، لكنّ الأدوات الغربية هنا “محدودة”، على عكس ما لديها في شمال شرقي سوريا، وفقاً للصحيفة.

وتراهن الدول الغربية على استمرار الوجود الأميركي شرق الفرات، بغضّ النظر عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وبقاء التحالف الدولي لقتال تنظيم “داعش”، إضافة إلى صدور قوائم من العقوبات الجديدة بموجب “قانون قيصر” ومنع التطبيع السياسي مع نظام الأسد ومنع المساهمة بإعمار سوريا، واستمرار غارات الاحتلال الإسرائيلي.

وتعتقد الدول الغربية أنّ “الأدوات” السابقة ستفاقم الأزمة الاقتصادية لدى نظام الأسد، وستجلب الاحتلال الروسي، إلى طاولة التفاوض قبلَ الانتخابات الرئاسية منتصف العام المقبل.

وخلصت الصحيفة إلى أنّه بين الرهانات الروسية والأميركية- الغربية، ستتفاقم الأزمة الاقتصادية في سوريا، في انتظار جلوس الطرفين إلى مائدة التفاوض بعدَ اختبارات “مؤلمة” من السوريين في مناطق النفوذ الثلاث، لتلك المقاربتين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى