صحيفةٌ عبريةٌ: جنوبُ سوريا قد يجرُّ إسرائيلَ لحربٍ مصغّرةٍ

حذّرت صحيفةُ “هآرتس” العبريةُ من اندلاع صراعٍ مسلّحٍ جنوبَ سوريا، قد يجرُّ الاحتلالُ الإسرائيلي إلى حربٍ قريباً. 

وقالت الصحيفة في تقرير، إنَّ الدروز الذين يقطنون منطقةَ الجولان السوري، حيّدوا أنفسهم عن الصراع الدائرِ في سوريا منذ العام 2011، وقاوموا كلَّ محاولاتِ نظام الأسد لجرِّهم إلى جانبه، إلا أنَّ ذلك قد لا يدومُ لوقت طويلٍ.

وأشارت إلى أنَّه بين الحين والآخر تؤدّي مظاهراتٌ مناهضةٌ لنظام الأسد إلى اشتباكات عنيفة، مثل تلك التي حدثتْ في محافظة السويداء، مطالبةً بإخراج الميليشيات الإيرانية وعناصرِ حزب الله.

كما لفتتْ الصحيفةُ إلى أنَّ هناك أنباءً عن تخطيط إيران لإنشاء قاعدةٍ عسكرية كبيرة تتركّزُ فيها ميليشياتها، ونقلت عن مصادرَ سورية محليّة أنَّ الميليشيات الموالية لطهران، بالاشتراك مع قواتِ الأسد، أنشأت معاملَ في المنطقة لتصنيعِ مادةِ الكبتاغون المخدّرة.

وتشيرُ إلى أنَّ إنشاء هذا المعمل في جنوب سوريا يؤكّد النوايا المتعلّقةَ بتحويل الأردن إلى بلد عبورٍ، كما يتّضح من مصادرة الأردن حوالي ستّةِ ملايين حبّةِ كبتاغون كانت وجهتُها النهائيةُ المفترضةُ دولَ الخليج.

وفي ظلّ الاختلافات في وجهات النظرِ بين الفصائل الدرزية من جهةٍ والميليشيات الموالية لطهران والقوات الروسية وقوات الأسد من جهة ثانية،

فإنَّ تحول كلّ ذلك قد يؤدّي إلى مواجهةٍ عنيفةٍ قد تصبح فيما بعد حرباً إقليميّة صغيرة، وهي ليست سوى مسألة وقت، بحسب الصحيفة.

وتضيف أنَّ إسرائيلَ في الوقت الحالي غيرُ معنيّة بهذا كلِّه، لكنَّ إطلاق صاروخ عرضي باتجاه أراضيها أو أيِّ استفزاز من نوع آخرَ سيكون كافياً لجرِّها لهذا الصراع وربّما حتى تبادلِ الضربات مع أحد الطرفين.

وكانت روسيا وإسرائيل قد توصّلتا لاتفاق عام 2018، تكون روسيا مسؤولةً عن إبعادِ ميليشيا الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعةٍ له بما فيها حزبُ الله مسافة 85 كيلومتراً شرقَ الحدود مع إسرائيل، ونشرِ قوات الأسد على طول الحدود.

إلا أنَّ الاتفاق الذي أعلنه المبعوثُ الرئاسي الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، والذي حصل من خلاله على موافقةِ إيران سحبِ قواتها، بقي بحسب الصحيفة حبراً على ورقٍ، فقد تمَّ سحبُ قوات حزب الله شرقاً لكن ليس للمسافة التي طلبتْها إسرائيل.

ومع تسيير روسيا لدورياتها في مناطق قريبة من السويداء ودرعا، اتّضح أنَّ حزبَ الله والميليشياتِ الأخرى قد عزّزوا قواتِهم وأقاموا عشراتِ النقاط العسكرية في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى