صحيفةٌ نيويورك تايمز تدخلُ مناطقَ قواتِ الأسدِ بعد سنةٍ ونصفٍ من طلبِها ذلكَ

نشرت صحيفةُ نيويورك تايمز الأمريكية تقريراً أعدّه فريقٌ تابع لها مؤلف من 3 صحفيين والذي أجرى زيارة استغرقت ثمانية أيام إلى سوريا، زار خلالها العاصمة دمشق وحلب واللاذقية.

وبحسب الصحيفة فإنّ الفريق استغرق أكثرَ من نصف عام للحصول على إذن دخول إلى سوريا، مشيرةً إلى أنّ التأشيرةَ لا تعني الإذن بالتجوّل بحرية، وأنّ قواتِ الأسد منعت العديد من صحافييها، وآخرين تابعين لوسائل إعلام أخرى من دخول البلاد.

وقالت الصحيفية أنّ عناصرَ مخابراتٍ تابعين لقوات الأسد رافقوا الفريق خلال جولتهم بشكلٍ كاملٍ وغالباً ماكانوا يعرّفون أنفسهم على انّهم صحفيون ويقفون بجانب الصحفيين الأمريكيين خلال كلّ محادثة مع سوري.

وقد استطاعت الصحيفة الوصول إلى الناس بصعوبة ، بسبب خوفِهم من تواجد عناصرِ المخابرات إلا أنّ الفريق حصل على نظرة ضيّقة لسوريا، إلا أن الأهالي لم يتجرؤوا على إلقاء اللوم على حكومة الأسد بالكارثة التي أنهكت سوريا، مُدّعين أنّ سببَ الانهيار الاقتصادي العقوباتُ الأمريكية وليس الحربُ أو الفسادُ.

وقد صدم الفريق بحجم الدمار خلال زيارته لمدينة دوما في الغوطة الشرقية،وبحسب الصحيفة فإن الفريق استغرق بعض الوقت لإدراك ما هو مفقود منذ سنوات، ليكتشفوا أنهم فقدوا “الشباب” الذين قتلوا في الحرب، أو تم إلقاؤهم في المعتقلات، أو متفرقون خارج سوريا، بعد ملاحظة عددهم القليل بالنسبة للنساء وكبار السن والأطفال.

وتابع الفريق أن البنية التحتية ليست الوحيدة التي تحتاج إلى إعادة البناء، فإن سوريا تفتقد طبقة وسطى فرَّ أصحابها أو سقطوا على السلم الاقتصادي، مشيراً إلى أن الشبان لا يزالون يُجبرون على الالتحاق بصفوف قوات الأسد ، وما زال المنشقون والمقربون منهم في المعتقلات حتى الآن، إضافة للناس الذين يفرون من البلاد رغم أن عددهم أقل بكثير مما كانوا عليه من قبل الثورة السورية.

كما تحدث الفريق عن زيارته لمدينة اللاذقية، فقد رافق الفريق حشدا من الضباط والمسؤولين الى بلدة بيت ياشوط في اللاذقية، لافتاً أن آباء قتلى قوات الأسد لم يتجرؤوا على الإجابة عن الأسئلة قبل أخذ الموافقة من المسؤولين بـ “هزة الرأس”.

وختم الفريق تقريره بالقول: “معظم الناس الذين قابلهم لم يقولوا شيئاً، وأغلقوا شفاههم بالحديث عن الماضي أو المستقبل، ورؤوسهم عازمة على مهمة البقاء اليومية، لكن في كثير من الأحيان ذكرنا شيء ما بأن سوريا كانت أكبر من حربها مهما كانت طويلة ومهما كانت فظيعة”.

وبحسب الأمم المتحدة فإن أكثر من ثمانية من كل 10 أشخاص يعيشون الآن تحت خط الفقر، بدخل يومي أقل من 3.10 دولار أمريكي للشخص الواحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى