صحيفةُ “التايمز” تحذّرُ الغربَ من تكرارِ خطئِها في سوريا لإيقافِ الحربِ الأوكرانيّةِ
حذّرت صحيفةُ “التايمز”البريطانية، الدولَ الغربية من تكرار الخطأ السوري في التعاطي مع الملفِّ الأوكراني، مشيرةً أنَّ العقوباتِ على روسيا لا تكفي كما بدأ من حالة سوريا.
وجاء في تقريرُ الصحيفة، أنَّه بالنسبة للسوريين الذين تجمعوا معاً في خيامهم وسطَ الشتاء البارد، فإنَّ القصفَ على كييف هو أمرٌ فظيع يعرفونه، وبالنسبة للذين يعيشون في أجزاء أخرى من سوريا وفي المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد فإنَّهم سيراقبون جزءاً مختلفاً من الحرب الأوكرانية، أي العقوباتِ الغربية التي أعلِن عنها في الأيام الماضي وأحدثت هزّاتٍ في الاقتصاد الروسي.
ويرى تقريرُ الصحيفة أنَّ الساسةَ الغربيين يؤمنون إيماناً قوياً بالعقوبات، لدرجةٍ أنَّ أحدهم لم يفكّر ولا للحظةٍ واحدة إنْ كانت وسيلةً ناجعة وناجحة، ولا تؤدّي إلا إلى زيادة فقرِ الملايين من المواطنين الذين لا رأيَ لهم في سياسات قادتهم.
ويقول الناتو إنَّه لن يذهبَ إلى حربٍ مع روسيا من أجل أوكرانيا، ولكنَّ سياسة العقوبات هي الأقربُ للحرب، كما ثبت مرَّةً بعد الأخرى في العقوبات التي فُرِضت على صدام حسين ونظام الأسد الذي شُلَّ اقتصادُه بسبب العقوبات الأمريكية والأوروبية،وما حدثَ لإيران وكوريا الشمالية أيضاً.
وأكّد التقريرُ أنَّه رغمَ العقوبات الغربية بقي رأسُ نظام الأسد في مكانه، مشيراً أنَّ رجلاً عبّر عن استعداده لقصفِ شعبه حفاظاً على مملكته، لن تحرّكَهُ صورُ طوابير الخبز.
ويشير معد التقرير إلى أنَّ هذا هو الدرس الأول الذي يجب علينا تطبيقُه في عقاب الرئيس الروسي، فالذين يعتقدون أنَّ العقوبات ستؤدّي إلى تغيير النظام في موسكو لم يتمعّنوا بالتاريخ، إلا إذا كنت متفائلاً بقوة الديمقراطية الروسية أكثرَ مما هي عليه.
وختم التقرير أنَّ سياسة العقوبات المصمّمة لعزل الرئيس الروسي لا قيمةَ لها ومحفوفةٌ بالمخاطر. وسياسة عقوبات تهدف لإعادة روسيا إلى المجتمع الدولي أفضلُ من حصرٍ روسيٍّ محاصرٍ في ملجئه ومسلّحٍ بالأسلحة النووية ويؤمن بالهدف الإلهي.