صعوباتُ تعليمِ ذوي الاحتياجاتِ الخاصةِ شمالي سوريا
تبذل عدّةُ جهاتٍ في الشمال السوري المحرَّر جهوداً لينالَ الأطفالُ “ذوو الاحتياجات الخاصة” حقَّهم من التعليم بكافةِ أشكاله، في ظلِّ تحدياتٍ صعبةٍ تواجه هذه الجهات.
ويؤكّد مديرُ مركز الجسر الذهبي لذوي الاحتياجات الخاصة “وسيمُ ستوت” على أهمية تعليمِ هذه الفئة، سواءً التعليم الأساسي أو المهني، وحتى الرياضي، ليكونَ لهؤلاء الأطفال فاعليةٌ في المجتمع.
وأشار “ستوت” خلال حديثه مع “العربي الجديد”، إلى أنَّ مركزه يقدم الرعاية التعليمية والمهنية والصحية والرياضية، وأنَّ الفكرة انطلقت عبرَ مبادرة من والدته في بدايات الثورة، حين اكتشفتْ أنّ أعدادَ ذوي الاحتياجات الخاصة زادت خلال الحرب، سواء بسبب الإصابات، أو نتيجةَ زواج الأقارب والزواج المبكّر، وأنَّ هذا يفاقم الأزمات النفسية.
ولفت “ستوت” إلى أنَّ الطريق “لا يخلو من صعوبات وتحديات، خاصةً التكلفةَ المالية التي تعدُّ العائق الأساسي لأيِّ مشروع، فالمركز غيرُ مدعوم، والعاملون متطوّعون، ولا كفاءات متخصّصة في هذا المجال، ونحاول العملَ على دورات تدريب. لدينا مدرّسون، لكنّهم ليسوا متخصّصين في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي ظلِّ عدم وجود جهةٍ داعمة، فإنَّنا نعاني من عجز متكرّرٍ عن تغطية تكلفة الدورات وتأمين رواتب المعلمين”، ومن الصعوبات أيضاً أنَّ المكان ليس مجهّزاً لذوي الاحتياجات الخاصة.
ووفقاً لـ”ستوت” فإنَّ مركز الجسر الذهبي ورغم الصعوبات يسعى إلى إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة في مجتمعٍ آمن، وأنْ يتمكّنَ بعضُهم من استكمال التعلّمِ والتخرجِ للعمل أو ممارسة الرياضة.
بدورها، تحدّثت مديرةُ “مركز الأمل” لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في ريف إدلب، غنوة نواف، أنَّ هدفَ المركز تأهيلُ الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ودمجهم في المجتمع، لافتةً إلى وجود مدرسين مختصين يمتلكون خبرةً في التعامل مع الأطفال.
ولفتت نواف، إلى أنَّ المركز يرعى نحو 100 طفلٍ حالياً، موضّحةً أنَّ “العاملين متطوعون، والإمكانات محدودةٌ، لكنَّ الجميعَ يعملون بشغف من أجل رعاية الأطفال”.
وفي الثامن من سبتمبر أيلول الماضي، أصدرت منظمةُ “هيومن رايتس ووتش” تقريراً بعنوان “كان من الصعب حقّاً حمايةُ نفسي”، شددت فيه على أنَّ الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة معرّضون للأذى، ويفتقرون إلى الخدمات الصحية، والتعليم، والمساعدات الإنسانية لحماية أنفسهم.
وركّزت المنظمةُ في تقريرها على منطقة شمال غربي سوريا المكتظّةِ بذوي الاحتياجات الخاصة، والذين يفتقرون إلى البنية التحتية المناسبة لظروفهم.