صورٌ تكشفُ حجمَ الدمارِ بإدلبَ.. “غيرُ صالحةٍ للسكنِ”

ذكرَ تقريرٌ صادر عن جامعة “هارفارد” ومنظمتي “Save the children” و”World vision”، أنّ حوالي ثلث المباني في بلدتين بإدلب، قد تضرّرت أو دمّرت، في هجمات قوات الأسد والاحتلالين الروسي والإيراني.

ويشيرُ تحليلُ صورِ الأقمار الاصطناعية في جنوب وشرق محافظة إدلب شمال سوريا، إلى أنّ أجزاء كبيرة من المنطقة أصبحت غيرَ صالحة للسكن، بفعل هجمات قوات الأسد على الأحياء المدنية.

وأظهرت صورٌ أخرى حقولاً مليئةً بمخيمات للنازحين، وفقاً ما نشرت هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي”.

وفرّ قرابة مليون مدني من منازلهم منذ شهر كانون أول الماضي، فيما استشهد المئات خلال هذه الفترة، غالبيتهم العظمى في هجمات قوات الأسد وحلفائها، وفقًا للأمم المتحدة.

وحذّر “مارك لوكوك”، منسّق الإغاثة في الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء من أنّ النازحين “يكافحون من أجل البقاء في ظروف مروّعة”، مع اضطرار الكثير منهم إلى النوم في العرّاء.

وفي السنوات الأخيرة، ضاعف تدفّقُ النازحين عددَ سكان المحافظة إلى نحو ثلاثة ملايين، بينهم مليون طفلٍ.

وتظهر سلسلة من صور الأقمار الاصطناعية، التي حلّلها قسم “سجنال بروجرام ” في مؤسسة “هارفارد هيومانيتريان إينجتيف”، تأثيرَ الهجومين اللذين شنّتهما قواتُ الأسد في منطقتين في إدلب عام 2017، بمساعدة الاحتلالين الروسي والإيراني.

وفي المنطقتين اللتين تمّت دراستهما، قدّر الباحثون أنّ حوالي ثلث المباني قد دمّر كلّياً أو جزئياً، بسبب القصف الجويّ والقتال البريّ.

ومع فرار السكان قبلَ أو أثناءَ هجوم قوات الأسد، تعتقد منظمات الإغاثة أنّ الدمار الذي لحق بالمنازل والبنية التحتية المدنية الحيوية سيجعل من المستحيل تقريباً على العائلات العودة إلى المناطق في المستقبل القريب، وفقًا للتقرير.

وتظهر صور أخرى مخيمين للمُهجّرين في منطقة شمال إدلب وقد تضاعف حجماهما مرّتين وثلاث مرّات في المنطقة، منذ كانون أول 2017 وشباط 2020، بحسب التقرير.

وظهر المخيمان وهما ممتدان على ما كان في السابق أرضاً زراعية، ويبدو في كليهما أنّ الكثافة السكانية نمّت بشكلٍ حادٍ بين عامي 2018 و2019، مع زيادات كبيرة على مدار العام الماضي.

وقالت “سونيا خوش”، مديرة منظمة “Save the children” في سوريا إنّ “قصفاً لا هوادة فيه أفرغ أجزاء كبيرة من إدلب في غضون أسابيع، وكان لذلك عواقب وخيمة على مئات الآلاف من الأطفال والنساء”.

وأضافت: “يُحشر نصفُ مليون طفل في المخيمات والملاجئ على الحدود مع تركيا، دون إمكانية الوصول إلى أساسيات الحياة الكريمة: مكان دافئ للنوم، مياه نظيفة، غذاء وتعليم. تتعرّض الأسر للضغط في موقف حرِجٍ. والاحتياجات بهذا الحجم تغمر شركاءنا على الأرض فلا يستطيعون تلبيتها”.

وقالت: “لا يمكن للعالم أنْ يشاهد وينتظر بينما يقتل ويصاب ويشرد الأطفال على هذا النطاق الهائل”.

تظهر الصور تأثير الهجومين اللذين شنتهما قوات الأسد في منطقتين في إدلب عام 2017
صور الأقمار الاصطناعية بدءًا من تموز 2018 (أعلى) وأيار 2019 (أسفل)، تظهر تأثير هجوم قوات الأسد على منطقة في جنوب إدلب
لوحظت أضرار مماثلة في بلدة، جنوب إدلب أيضا. حوالي 30% من المباني قد دمرت كلياً أو جزئياً
في مخيم النزوح “A” الواقع شمالي إدلب، تظهر علامات الطريق في الحقول الزراعية القريبة في أيلول 2017 (يسار). وبحلول شهر أيلول التالي (في الوسط)، تصبح المساحة الفارغة مشغولة بمخيمات مؤقتة. تم استبدالها بمزيد من المباني الدائمة بحلول كانون أول 2019 (يمين)
هذا هو موقع مخيم نزوح آخر، أيضاً في شمال إدلب، في أيلول 2018

بحلول كانون أول 2019، كان المخيم يتوسع بوتيرة أسرع بكثير، بما يتوافق مع تقارير التدفق الهائل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى