صورٌ تكشفُ مزاعمَ مسرحيةِ “التسوياتِ” التي يروّجُ لها نظامُ الأسدِ في ديرِ الزورِ
كشفت طوابيرُ جوازاتِ السفر أمام مديريات الهجرة والجوازات مزاعمَ مسرحية “التسويات” التي يروّج لها نظامُ الأسد في مدينة دير الزور عبرَ ضخٍّ إعلامي واسعٍ، حيث أظهرت الصورُ عشراتِ الشبّانِ وهم ينتظرون على “الطابور” طمعاً بمغادرة البلاد بسببِ الجوع والفقر والقبضة الأمنيّة والملاحقات والاعتقالات والأزمات الاقتصادية المتفاقمة.
وكان نظامُ الأسد قد أعلن البدءَ بإجراءِ مسرحيةِ التسويات في دير الزور وريفها منذ منتصفِ تشرين الثاني 2021، وترافقتْ التسوياتُ مع ضخٍّ إعلاميّ كبيرٍ لتحريف الحقائق وتصوير عناصر الميليشيات والموالين على أنَّهم من قاموا بالتسوية أمام عدسات الإعلام، والترويج أنَّ التسويةَ هي “مكرمة” لأبناء المنطقة الشرقية.
في أثناء ذلك أظهرت الصورُ والفيديوهات على مواقعِ التواصل الاجتماعي، طوابيرَ مئاتِ الشباب ومعظمُهم ممن أجروا تسويات، في طوابيرَ كبيرةٍ أمام مديرية “الهجرة والجوازات” ينتظرون بفارغ الصبر استخراجَ جوازات السفر ليتمكّنوا من مغادرة هذه المدينة خوفاً من اعتقالهم وسوقِهم للخدمة الإجبارية في قوات الأسد وزجِّهم في الجبهات المحتدمة في شمالِ غرب سوريا أو في البادية لمحاربة خلايا تنظيم “داعش”.
ويرافق الازدحامُ في الطوابير أمام مديرية “الهجرة والجوازات” بمدينة دير الزور، الضربَ والشتمَ وإذلال المراجعين للدائرة، بحسب ما نقله موقعُ “أورينت نت” عن مصدرٍ محلي رفضَ الكشفَ عن اسمه خوفاً من الملاحقة الأمنيّة.
وأكّد المصدرُ أنَّ “الشرطة تتعامل مع المراجعين كأنَّهم (حيوانات) وتضربهم وتطردهم من أمام المديرية، باستثناء من يدفع الرشوةَ، وذلك عن طريق وضع مبلغٍ مالي ضمن الأوراق التي يقدّمها”.
ولفت الموقعُ إلى أنَّ الطلبَ على استصدار جوازات السفر في دير الزور زادَ بشكل لافتٍ في الآونة الأخيرة، بعد إشاعاتٍ عن قرارٍ بضمِّ ميليشيات “الدفاع الوطني” بدير الزور إلى الفرقة الرابعة المعروفة بولائها للاحتلال الإيراني، الأمرُ الذي دفع معظمَ عناصر الميليشيات للحصول على جواز السفرِ والتمكّنِ من الفرار في حال تمَّ تطبيقُ هذا القرار.